بقلم: كلودين كرمة
انزعوا السلطة ممن لا يحسن استخدمها
نعم ..هناك مسؤلين ولكن بلا فكر واخرين بلا ضمير
وهناك ايضا من هم مسؤؤلون عن تنفيذ الاوامر ولكنهم فى حاجة وعوز
وهناك من يصدرون قرارات ولكنهم غير مؤهلين
وهناك من يطرحون افكارا ولكن غير مدروسة
وهناك من يتخذون قرارات ولا يدرون عواقبها ولا كيفية تطبيقها واثارها على المدى البعيد.
وكل هؤلاء غير صالحين لان الذى يصدر قرار غير مدروس تكون عواقبه وخيمة. والذين هم فى عوز يرتشون.والذى لا يتابع تنفيذ القرار فهو عاجز ولا يجب ان يبقى على كرسيه.
هذا لأننا نعانى منذ زمن بعيد من هذه السلوكيات وفى كل المجالات.. وأنا لا انفى ان هناك بعض المسؤلين ومن هم فى منصب يكونون اكفاء ولكن وسط هذا البحر الخضم من عدم تحمل المسئولية والاهمال تضيع مجهوداتهم هباء.
والويل لنا اذا كان هذا هو الحال فى هيئات الصحة والتعليم والقضاء وللتوضيح اقصد المسئولين عن تنفيذ القرارات.
ومن جهة اخرى يكون سبب الفوضى هو عدم التنسيق بين الأجهزة، فنرى انه فى نفس الموضوع مجال البحث تصدر عدة قرارات من الجهات المعنية لحل المشكلة قرارات متضاربة مما يوقف تماما البت فى الأمر او التعامل معه لان كل جهاز ينظر الى القضية من وجهة نظر واحدة فى حدود اختصاصاته مما يثير التذبذب فى اتخاذ الاجراءات القانونية وذلك لعدم التنسيق بين كل الجهات المعنية فتتضارب القرارات وتتأرجح بين ما يجوز او لا يجوز ، قانونى او غير قانونى! وهذا بالطبع يعود بنتائج سلبية على عموم المواطنين والتجار والمستثمرين..الخ
وبالتالى تبدأ الصراعات وتسجل المخالفات وترفع القضايا وتعم الفوضى ولا يستطيع صاحب الحق ان يظفر به و بالطبع لا احد يبالى.. ويشعر صاحب الحق بالظلم والقهر وان لا احد يسانده او يكترث لامره ويشعر بالقهر وقلة الحيلة او ان يبحث عن “ وسطة” يكون من سلطتها انهاء كل هذه المهاترات او يفتش عن مرتشي يكون بيده تغيير الامور لصالحه..
ويعتاد المواطن -وبعد ان تعلم الدرس جيدا وأخذ عبرة-على السلوك فى اقصر الطرق واسهلها – وهى ليس بالطبع الطريق نفسهالذى سلكه قبلا -فى ان يصعد السلم درجة درجة وان يقف فى صفوف الملتزمين المنتظرين دورهم لاخذ الموافقات والاذون من الانظمة البيروقراطية التى لا تأتى الا بالاحباط والفشل..ولكن يختصر الطريق مباشرة ويلجأ الى اساليب اخرى لانجاز أعماله بيسر وفى اسرع وقت…
واذا وقع هذا المسكين- من وجهة نظره- فى يد العدالة التى تظهر من حيث لا يدرى ،نعم من حيث لا يدرى لانه بحث عنها ولم يجدها لتنصفه عندما كان فى اشد الحاجة اليها، فيصبح متعديا للقانون ..و سارقا ومتعديا وفاسدا وكثير من الصفات والالقاب التى تلحق به..وتسرع الصحف فى تأييد التهم وتتهافت وسائل الاعلام لتعلن الفضيحة وتتباهى بان القانون لا يفرق بين الافراد وان كل مجرم يستحق العقاب ..!
ومن هنا اعزائي ينتشر الفساد والظلم والحقد والرغبة فى الانتقام وتعويض الخسائر الفادحة بأى وسيلة ويصبح المظلوم بالحقيقة ظالم ومتعدى لما ناله من عدم مساندة وانصاف منذ البداية..
فانتبهوا ايها المسؤلين لعواقب قراراتكم التى تتخذ فى الغالب على حساب المواطنين لحساب المصالح المتبادلة، واحذروا يا من تتهاونون فى دراسة القرارات واصدار القوانين من عواقب اهمالكم ..فانكم ترفوضون التعاون مع الجهات المختصة والاجهزة التنفيذية لصالح المواطن ..وتصير الصورة معتمة غير واضحة الملامح بل وقد نشعر وكأننا اعداء نتناحر ونتسابق فى افساد الامور واعتراض المصالح و اضعاف الهمم ونشر الفوضى ولا نبدوا ابدا شعب يجمعنا وطن واحد هدفه و منطقه ونظرته تتفق و القوانين والمصالح العامة دون تشويش ممن هم دون المستوى الاخلاقى المنشود والمبادئ المبعثرة التى يدوسونها تحت اقدامهم..فسنظل نرفض هذا التضليل وتلك الشخصيات التى تعيق حركة التقدم والانتاج والنمو فى سبيل النهوض بوطننا ..ان بلادنا فى امس الحاجة لتوحيد قواتنا ليس للحرب بل للبناء المستمر والنهوض والارتقاء والتوسع فى مختلف المجالات.. فبدلا من ان نكون اناسا يهدرون الوقت والمجهود فى الهدم واعاقة التقدم فلنستغل طاقتنا فى توحيد مجهودتنا للحفاظ على حضاراتنا والارتقاء بمسقبلنا.