بقلم: فريد زمكحل
كشفت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السيسي لألمانيا، بأن المصالح المشتركة كانت ومازالت وستظل من أهم عناصر نجاح العلاقات بين الدول وخاصة بين الدولتين، وعندما نتكلم عن المصالح يكون المقصود في المقام الأول المصالح الإقتصادية التي تتحكم وتسيطر إلى حد بعيد على السياسة والعمل السياسي حتى في ظل وجود بعض النقاط الخلافية بين الدولتين حسبما أكدت على ذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخاصة حول قرار الاعدام الأخير الصادر من القضاء بحق الرئيس المعزول شعبياً محمد مرسي، والذي أعلن على أثره رئيس البوندستاج «مجلس الأمة» الألماني رفض استقبال الرئيس السيسي احتجاجاً على هذا الحكم ، إلا أنه تراجع عن تصريحه السابق أثناء الزيارة مؤكداً على وجوب التعامل مع مصر لأنها دولة مهمة، وكان ذلك من نتاج اقتحام الرئيس ومعالجته الحكيمة للمشكلة من خلال إصراره على تنشيط العلاقات المصرية الألمانية وتدعيمها من خلال القيام بهذه الزيارة التاريخية التي خرج منها باعتراف الماني رسمي بشرعية نظامه الحاكم، وهو ما يعني اعترافهم بالارادة الشعبية للشعب المصري العظيم التي عبَّر عنها في 30 يونيو 2013.
وهو ما ساعد الرئيس والوفد الرسمي المصري المرافق له من عقد العديد من الاتفاقيات الاقتصادية الكبرى بين البلدين. وهنا لابد لنا من الاشادة بحكمة الرئيس وشجاعته في القيام بهذه الزيارة التي هندس لها المهندس المصري الألماني القدير هاني عازر ولفيف من ابناء مصر المخلصين المقيمين في ألمانيا.
وأتصور أنه يتعين على الرئيس متابعة كافة الخطوات التنفيذية لكل هذه الاتفاقيات متابعة دقيقة حتى لا تهمل أو تدفن في دولاب الروتين والبيروقراطية داخل بعض الأجهزة الرسمية للدولة المصرية، كما أتمنى على الرئيس أن يقوم بالعديد من الزيارات الخارجية المهمة للعديد من الدول المتقدمة صناعياً واقتصادياً لعقد المزيد من الاتفاقيات التي تعود بالخير على الاقتصاد المصري والشعب المصري ، خاصة في المشاريع الخدمية الكبرى التي ستعود نتائجها بكل الخير على مصر والشعب المصري في جميع المجالات السياحية والطبية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، ومن أهمها دحر الارهاب والقضاء عليه محلياً واقليمياً، لخلق مناخ من الاستقرار الاجتماعي أمنياً وسياسياً واقتصادياً.
حفظ الله الرئيس وسدد خطاه لما فيه خير مصر والمصريين في الداخل والخارج بحكمته ووطنيته التي تتأكد وتعلن عن نفسها يوماً بعد يوم منذ توليه لمهام المسئولية وحتى الآن وتبلورت في زيارته الأخيرة لألمانيا بوابة العبور الناجحة والأكيدة لجميع دول الاتحاد الأوروبي.