بقلم: خالد بنيصغي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” اُذكروا مَوْتاكُم بخَيْر ” لذلك لن أتحدث عن الراحل مؤخراً عبد العزيز المراكشي زعيم ما يُسمًّى بالبوليساريو كعَدُوّ – قيد حياته – للمغرب والمغاربة ، ولكنني سأتحدث قليلا عن الجزائر كدولة وكحكومة أوهمت هذا الأخير رحمه الله ليكون رئيساً لدولة وهمية طيلة الأربعين سنة وبالتالي ليعيش كرئيس وهمي كل هذه السنوات ، إنه لًأَمْر يدعو للدهشة والاستغراب؟؟ .. الجزائر استطاعت أن تُصَدِّر سياسة الكرسي الوحيد الذي تنهجه في سياستها مع الرئيس ” بوتفليقة المريض ” إلى الرئيس الوهمي في الجمهورية الوهمية بنفس الطريقة وبنفس ” الخلطة ” السياسية .. مع أن الجزائر تعلم جيدا أن مشكل الصحراء المغربية لن يُحَل أبداً إلا بمغربية الصحراء ، بل وتدرك أيضاً أنها لن تنال ولو شبراً أو قدماً أو إطلالة في رمال الصحراء ” بالمحيط الأطلسي ” .. والجزائر تعلم جيدا وأخيراً أن جميع الحلول لهذا المشكل المفتعل لن تستفيد منها في ظل التقلبات السياسية المستمرة بين القوى الحاكمة للعالم ، وفي ظل التكثلات الإقليمية والعربية والعالمية ، أو بمعنى أوضح انقسام العالم إلى محاور عدة تتيح للمغرب المنفتح أن يجد أصدقاء أكثر من أن يعاديه الأعداء القلائل في العالم بأسره ..
وبعيدا عن كل هذا فالمغرب يعتبر قضية الصحراء المغربية قضية وجود وليس فقط قضية حدود ، بمعنى أكثر وضوح إن المغرب مستعد أن يموت حكومة وشعباً من أجل الصحراء المغربية ، والتعبئة التي تمت في المسيرة الخضراء قبل ما يزيد عن أربعين سنة لا زالت في قلوب المغاربة متوارثة جيلا بعد جيل ، وليس غريبا على المغاربة أن يتكثلوا كلما دعت الضرورة ذلك .. لكننا لا زلنا نؤمن ببناء المغرب العربي الكبير الذي قد يمتد إلى ضم دولة مصر أيضا ، فقط على الجزائر أن تزيل العصا من عجلة ” المغرب العربي ” ليصبح تكثلا حقيقيا قويا اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا ….