بقلم: فريد زمكحل
منذ سنوات معدودة، عمدَ البعض إلى تحويل شهر رمضان المبارك من شهر للصلاة والصوم ومكارم الأخلاق، إلى شهر لبث الفُرقة والرعب والتدمير من خلال دعوات مشبوهة لتنظيمات إرهابية معروفة بالإسم ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، تنظيم الدولة الإسلامية « داعش» هذا التنظيم الإرهابي الذي وجّه الدعوة لاتباعه لتحويل هذا الشهر الكريم إلى شهر من الوبال على الكافرين والشيعة والمرتدين من المسلمين ضارباً عرض الحائط بما يتمتع به هذا الشهر الكريم من قداسة وخصوصية دينية، مما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والمزيد من الدماء الذكية لمئات من الأبرياء.
وفي نظرة سريعة لهذا الشهر الكريم الذي وصل إلى نهايته نكتشف كيف استبدل هؤلاء القتلة فوانيس رمضان بأصابع الديناميت والسيارات المفخخة… وخيام التراويح والذكر بسرداق العزاء. وفي استعراض سريع لما وقع في هذا الشهر الكريم في أكثر من دولة وأكثر من قارة سنجد التالي:
أنه ومنذ بداية الشهر الكريم تم تنفيذ ما لا يقل عن ستة عمليات من قبل بعض المنظمات الفلسطينية المسلحة ضد الإسرائيليين جميعها في الضفة الغربية والقدس، وكان آخرها طعن الجندية الإسرائيلية المسئولة عن تأمين الحاجز الواقع جنوبي القدس مما دفع بالحكومة الإسرائيلية لإلغاء كافة التصاريح الممنوحة للفلسطينيين من غزة للصلاة في المسجد الأقصى.
كما شهدت فرنسا عملية إرهابية في مصنع لانتاج الغاز.
كذلك عاشت الكويت والشعب الكويتي لحظات عصيبة بعد استهداف مسجد الإمام الصادق للشيعة مما أدى إلى سقوط 251 قتيلاً.
أما في تونس وتحديداً في 18 رمضان من العام الماضي 2014 فقد قتل 14 جنديا في كمين نفذه متطرفون ضد احدى دوريات الجيش في جبل الشعانبي، وفي شهر رمضان 2015 تم استهداف فندقين بمدينة سوسة سقط على أثرهما 27 قتيلاً وعشرين مصاباً. هذا بخلاف الهجوم الذي تعرضت له قاعدة عسكرية للاتحاد الإفريقي في دولة الصومال وأدى إلى سقوط 30 قتيلاً.
وفي مصر فمن السهل للمتابع أن يتأكد من محاولات هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة لضرب الاستقرار وزعزعة الأمن.
والتي بدأت في الخامس من أغسطس من شهر رمضان لعام 2012 حيث استهدف تنظيم بيت المقدس الارهابي ثكنة عسكرية للجيش المصري في مدينة رفح شمال سيناء أدى إلى استشهاد 23 جندياً وضابطاً بالجيش وعرف باسم مذبحة رفح الأولى.
وفي أول ليالي رمضان الموافق 28/6/2014 نفذ الإرهابيون ما عرف بمذبحة رفح الثالثة عبر كمين سقط فيه أربع جنود وهو نفس الأسلوب الذي نفذت به مذبحة رفح الثانية في 19/08/2013 وأدت إلى استشهاد وقتل 25 جندياً والفرق الوحيد أنها لم تقع في شهر رمضان.
أما في شهر رمضان لهذا العام 2015 فقد تم اغتيال النائب المصري العام الشهيد المستشار هشام بركات رحمه الله من جراء تفجير عن بعد لسيارة مفخخة كانت في طريق موكبه بجوار منزله ، كما تم استهداف المهندس محمد أحمد البالغ من العمر 50 عاماً مدير عام هيئة الطرق والكباري بشمال سيناء، حيث استشهد على الفور بينما أصيب 11 من المهندسين والعمال جراء انفجار عبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد في الميني باص الذي كانوا يستقلونه والتابع لهيئة الطرق والكباري.
هذا بخلاف العملية العسكرية الساذجة التي حاولوا القيام بها في مدينة الشيخ زويد بمساعدة مفضوحة لحكام غزة الخونة «الجناح العسكري للإخوان وتنظيمتهم الارهابية»، لولا يقظة الجيش المصري الذي حصد أرواحهم ليكونون عبرة لمن لا يعتبر في رسالة واضحة مفادها جاهزية قواتنا المسلحة التام للقضاء على كل هذه الجماعات الإرهابية وعلى من يساندها إذا ما احتاج الأمر لذلك عملاً بقول الله تعالى … وإن ينصركم الله فلا غالب لكم.
ورمضان كريم والله أكرم!!