بقلم: فريد زمكحل
كشفت المناظرة الأولى التي أقيمت مساء الاثنين 27 سبتمبر / أيلول الجاري بين مرشحي الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون مرشحة الحزر الديمقراطي، ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، مساحة الخلاف الشكلي أو الصوري بين المرشحين وبين الحزبين، حيث لم ينجح أي منهما في تقديري بتقديم سياسته الواضحة في حال نجاح أي منهما ووصوله لسدة رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وإن كنت أعتقد بأن السيد ترامب كان الأكثر وضوحاً وتلقائية في الرد على كل ما وجه له من اسئلة بلا مواربة أو خوف من كيفية تأثير ما يدلى به من تصريحات على دوائر الحكم السياسي ووسائل الإعلام المختلفة المؤثرة في الرأي العام الأمريكي إلى حد لا يستهان به، حيث دعا السيد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية إلى ضرورة إعادة النظر في جميع تحالفاتها الدولية مع جميع دول العالم بما فيها بلدان الشرق الأوسط مقابل حمايتها لهما. وأضاف بأنه لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تلعب دور شرطي العالم بدون مقابل متهما إدارة أوباما وكلينتون بترك الشرق الأوسط في حالة فوضى بكل معنى الكلمة وحمَّل ترامب إدارة أوباما وكلينتون مسئولية ظهور تنظيم الدولة الإسلامية معرباً عن اعتقاده الشخصي بأنه في حال فوز السيدة كلينتون بالرئاسة لن تقوم بالقضاء على هذا التنظيم ، بينما ردت المرشحة كلينتون على ذلك بقولها بأن منافسها ليس لديه خطة لمواجهة هذا التنظيم المتطرف. وقد استمر الحال على هذا المنوال لمدة 90 دقيقة لم نخرج فيها بشئ أكيد يوضح توجه وشكل السياسة الأمريكية على الأرض في حال فوز أي منهما بهذا المنصب الحساس، وهو ما يجعلني أتخوف من المستقبل خاصة والتاريخ السياسي للسيدة كلينتون فاحم السواد والتاريخ السياسي للسيد ترامب أبيض يا ورد، ويفتقد للخبرة والممارسة.
وأنا هنا أميل للسيد ترامب عن السيدة كلينتون التي كذبت بوضوح ومازالت في مسألة قيامها بمحو أكثر من 30 ألف رسالة من بريدها الإلكتروني بالخطأ وعن دون قصد، وهو ما لا يصدقه عقل أو يقبله منطق، كما لا يمكن بحال من الأحوال أن يتغاضى شخص عن أكذوبتها الكبرى وتمثيليتها السخيفة بأنها تدافع عن حق وكرامة المرأة الأمريكية التي حقّر من شأنها السيد ترامب على حد قولها متناسية أنها أول من وقفت مع زوجها ضد جميع قضايا التحرش التي أقيمت ضده من نساء امريكيات ضاربة عرض الحائط بكل هذا من أجل الحفاظ على مكاسبها الشخصية وتحقيق مصالحها السياسية.
ولو كنت محل الناخب الأمريكي لما ترددت للحظة في التصويت للسيد ترامب الذي اعرب عن تقديره للدور الروسي في المنطقة والعالم بقيادة الرئيس بوتين وهو ما جعله أكثر مصداقية في رأيي خاصة مع تأكيده الدائم والحازم على أنه ضد الراديكالية الإسلامية لاضد الإسلام والمسلمين كما تحاول السيدة كلينتون أن تقول وتدعي ذلك وهي وسياستها الشخصية وسياسة حزبها الديمقراطي الذي يقوم بفعل ذلك في سورية واليمن والعراق وتونس وفي غيرهم من الدول حتى الآن.
أنا مع السيد ترامب رغم عيوبه البسيطة وأفضَّل أن أكون معه على أن أؤيد سيدة كانت من أهم أسباب الخراب والدمار الذي طال وأصاب بلادنا وعالمنا العربي على مدار سنوات.