جاء في القرأن وتحديداً في سورة آل عمران الأية رقم 55 : « إذ قال الله يا عيسي إني متَوَفيك وَرَافُعك إليَّ ومُطَهرُكَ من الذين كفروُا وجاعل الذين أتبعُوكَ فوق الذين كفرُوا إلي يوم القيامة» وتفسير هذه الأية كما جاء بشرح الإمام الرازي: « أن المراد بالرفع» الرفع إلي محل كرامة الله ، وجعل ذلك رفعاً إليه للتفخيم والتعظيم .
وهناك حديث صحيح في صحيح البخاري يقول : «لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم المسيح إبن مريم حكماً مقصفاً» .
كما جاء في سورة البقرة الآية رقم 87 : « وأتينا عيسى ابن مريم البينَّات وأيَّدنهُ بُروح القُدُس» وفي صورة المائدة الآية رقم 68 : قال الله تعالى وتبارك « قل يأهلَ الكتاب لستم على شئٍ حتى تُقيُموا التوراة والأنجيلَ وما أُنزِلَ إليكم من ربكم» وفي سورة آل عمران الآية رقم 45: « إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يُبشرُكِ بكلمةَ منه أسمه المسيحُ عيسى أبن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المُقرَبينَ» .
ونفس المعنى جاء في سورة النساء الآية رقم 171 : « إنما المسيحُ عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلي مريم ورُوُحُ منهُ» .
هذا بعض من كل ما جاء في القرآن عن عيسى والذين يؤمنون بما جاء به عيسى الذي قال عن نفسه :أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحيوة « ( يوحنا 8: 12 ).
والسؤال هنا لبعض السادة الشيوخ وأصحاب العمامات من كل لون هل ما جاء من عند الله في هذه الآيات صحيحاً آم لا ؟ وإذا كان صحيحاً فلماذا لا تنددون وتستنكرون وتتحركون بصورة فعلية حاسمة للتصدي والدفاع عن أخوانكم المسيحيين العرب في شرقنا التعيس الذين تعرّضوا ويتعرضون في كل يومٍ للقتل والسبي والتهجير القسري من أراضيهم وبلادهم على أيدي عصابات داعش وأخواتها من الذين يرفعون شعار « لا إله إلا الله محمد رسول الله» وهم يستبيحون دماء الأبرياء من الأقليات من مختلف العقائد بما في ذلك غيرهم من المؤمنين بالإسلام ويعتنقون ويتبعون بعض المذاهب الإسلامية الأخرى .
كلمة أخيرة : صمتكم اللعين جريمة لن يغفرها التاريخ لأنكم تسقطون الإسلام وتشوهونه بصمتكم المشين على كل هذه الأحداث الإجرامية التي ترتكب بأسم الإسلام ضد بعض المسلمين وغير المسلمين، بسبب فتاويكم وتعاليمكم الظلامية ظلام عقولكم وقلوبكم المخضبة بالبغض والدم والقتل والإعدام في الوقت الذي تتدعون فيه انكم تفعلون ذلك
باسم الله والشرع والدين !
ومن موقعي أحب أن اتوجه بكل الشكر للاخوة المسلمين الذين شاركوا في المسيرة الاحتجاجية التي نظمها اتحاد الكنائس الشرقية في المهجر يوم الاحد 24 أغسطس/ أب 2014 ، واتمنى لو قامت بعض المؤسسات الاسلامية المهجرية بتنظيم مسيرات مشتركة للتنديد بكل ما تتعرض له جميع الاقليات من اضطهادات في اوطاننا الأم تعبيراً عن وحدة الصف ووحدة المصير بين الجميع على اختلاف عقائدهم وانتماءتهم المذهبية أو الفكرية أو السياسية.
بقلم رئيس التحرير : فريد زمكحل