بقلم: رفا السعد
نازحون هربوا من المعارك الدائرة في مدنهم… منهم من افترش الارض واخرون اوفر حظا حصلوا على فسحة في خيام تفتقر لابسط مقومات الحياة…
بعد ان تحررت المدن العراقية من تنظيم داعش قررت بعض من هذه الاسر العودة الى مدنهم رغم الدمار وانعدام الامن والخدمات..قرار وان كان صعبا الا انهم رأوا في مدينتهم افضل حالا من ما هم عليه فالخيام لا تقيهم حر الصيف او برد الشتاء… لكن السؤال هنا هل يستطيع هؤلاء النازحين العودة فعلا !!!
لنتحدث عن نازحي الفلوجة..فهم يعانون الآمرين مثلما تحدثت في البداية المر الاول هو دمار مدنهم وانعدام الخدمات
والمر الثاني هو خلافات عشائرية وعمليات انتقام تحول دون العودة .. الفلوجيون النازحيون ارسلوا بلاغات الى المرصد العراقي لحقوق الإنسان ذكروا فيها ان هناك معوقات تقف حائلا امام عودتهم ابرزها انتماء بعض من افراد هذه العشيرة الى داعش وتلك العشيرة قتل التنظيم عدد من افرادها فاصبحت القضية بالنسبة لهم ثأر لم بنتهى!! وأصدر فيها المرصد بيان بهذه الحالات مشيرا ان استمرارها واستمرار بقاء هذه العائلات في الخيام قد يفسح المجال للمتطرفين بالحصول على تأييد بعضهم وإعادة ترتيب خططهم من هناك.
اما الموصل فساحلها الايسر افضل بكثير من ايمنها… بعد عودة البعض اليها ممن لا تزال بيوتهم موجودة.. عودة محفوفة بالمخاطر فهناك خلايا نائمة لداعش بحسب مااعلنه بعض المسؤولين في المحافظة وبعضهم يختبأ في منازل بعيدا عن الانظار…اما من هدم منزله فظل في المخيمات ينتظر عطف حكومة تغرق في الفساد والفاسدين..
اما أيمن الموصل فحدث ولا حرج تحرر قبل اشهر واعلنه البدلمان العراقي «مدينة منكوبة» وبحسب شهود ابلغوا المرصد أن جُثث المدنيون وقتلى عناصر «داعش» أثناء المعارك مازالت في بعض الأزقة والشوارع وإن نسبة كبيرة من تلك الجُثث تفسخت ولم تعد ملامحها واضحة، وبعضها لم يعد موجوداً إلا بقايا العظام والملابس.
وبحسب تبليغات المواطنين فإن مناطق شهر سوق والشهوان والميدان والقليعات والنبي جرجيس، مازالت تنتشر فيها بعض الجُثث وهُناك جُثث أخرى مازالت تحت الأنقاض أو في سراديب منازل هُدمت أثناء المعارك.
ليث حبابة مدير صحة نينوى اعلن انه في الاسابيع الاخيرة استقبل الطب العدلي «2650 جثة ولا يعرف العدد المتبقي للجثث التي مازالت تحت الأنقاض حتى الان..فكيف لنازحي ايمن الموصل ان يعودوا لمدينة اعلنت رسميا «منكوبة» والجثث تنتشر في شوارعها!!
وصلنا الى نازحي صلاح الدين..مجلس المحافظة يعلن أن المحافظة جاهزة لعودة النازحين وبعد ايام قليلة يظهر المحافظ ويتهم الحشد الشعبي بمنع عودتهم ويطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري وهيئة الحشد والأمم المتحدة بتسهيل عودة النازحين لكن مجلس المحافظة لم يلق أي استجابة تذكر…فصلاح الدين مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين وللحشد اعمال انتقامية تذكر هناك وسجلها التاريخ وعرضتها وسائل الاعلام وليس ذلك فقط بل حظيت المدينة بزيارة قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني ليطلع على حملة التدمير والتهجير وهذا ما اثار غضب الكثير من السياسيين خاصة السٌنة منهم …
الامم المتحدة لم تكن بعيدة عن مايحدث واكدت ان هناك اسبابا كثيرة تمنع عودة النازحين الى مدنهم بدءا من السكن مرورا بالخدمات وانتهاءا بالأمن والامان…
ختامها سرقة وفساد
النازحون الذين انتشرت صور معاناتهم وحاجتهم للغذاء والماء والدواء..تعرضوا للسرقة من وزارة الهجرة ومن اعضاء مجالس المحافظات سرقة علنية دون خوف أو خجل أو حتى رحمة بحال امرأة مسنة تحتاج للدواء أو طفل رضيع ينتظر رشفة حليب.. وثائق الفساد كشفها برلمانيون تشير الى هدر ملايين الدولارات كانت مخصصة للنازحين…