احتل الكتاب الأمريكيون نصف القائمة القصيرة لجائزة «مان بوكر» البريطانية لعام 2017، وهو ما اعتبره صحفيون «أمركة» لأكبر جائزة ادبية في بريطانيا، وذلك بعد فتح باب المشاركة للكتاب الأمريكيين قبل سنوات ثلاث، وفوز رواية «التصفية» للكاتب الاميركي بول بيتي بها العام الماضي.
إلا أن رئيسة لجنة تحكيم جائزة «مان بوكر» لولا ينغ أكدت أن «الجنسية ليست قضية في اتخاذ قرار بشأن الفائز»، فيما أشارت عضو لجنة التحكيم ليلى عزام إلى أن أقل من 30٪ من الكتب المقدمة للجائزة كانت من الكتاب الأميركيين، وأضافت «إنها (الروايات) حقاً تحاول دفع حدود ما تعنيه الرواية وما تقوله الرواية حول العالم كما هو اليوم».
الجائزة التي أعلنت عن مرشحيها منذ أيام قليلة لن يطول انتظار نتيجتها كثيراً، إذ من المفترض أن يتم الاعلان عن اسم الفائز يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر القادم.
الحضور والغياب
القائمة القصيرة ضمت كاتبتين في عملهما الأول هما الروائية الانكليزية الشابة فيونا موزلي (عمرها 29 عاماً وهي أصغر المرشحين)، والكاتبة الأمريكية اميلي فريدلاند، إلى جانب كتاب بارزين كالأمريكيين بول أوستر وجورج سوندرز، والروائية الاسكتلندية آلي سميث التي تصل القائمة القصيرة للمرة الرابعة، والكاتب البريطاني من أصل باكستاني محسن حميد (وصل القائمة القصيرة للجائزة في عام 2007 بروايته «الأصولي المتردد»).
الخبر الأبرز والذي ركز عليه الاعلام هو حشد الكتاب الغائبين عن القائمة القصيرة، كارونداتي روي وسبستيان باري وسلمان رشدي وكاميلا شمسي ومايك ماكورماك وجون ماكريغر وزادي سميث، فيما كان استبعاد رواية الاميركي كولسن وايتهيد «سكة حديد تحت الأرض» ضربة لكل من اعتبرها الرواية المرشحة للفوز، خصوصاً بعد فوزها بجائزة بوليتزر للرواية 2017، وجائزة الكتاب الوطنية للرواية 2016 وجائزة آرثر سي كلارك لرواية الخيال العلمي.
موضوعات الروايات
يتناول الكاتب الباكستاني محسن حميد في روايته الرابعة «الخروج إلى الغرب»، قصة شاب وفتاة يعيشان في مدينة مجهولة تشهد حروبًا أهلية، فيما تدور رواية بول أوستر «4321»، عن حياة صبي يُدعى أرشيبالد إسحاق فيرغسون، يستدعي حياته عبر أربع طفولات متخيلة لأربعة أشخاص يحملون الاسم ذاته، وتخوض الكاتبة الاسكتلندية في «الخريف» انفصال بريطانيا عن عضوية الاتحاد الأوروبي، حيث تنقسم إلى قسمين يبدأ كل منهما بشخصية مختلفة، هما جورجو فرانشيسكو مراهق في الستينات من القرن الماضي، والآخر فنان شاب من القرن الخامس عشر يعيش في مدينة فيرارا الإيطالية، فيما تتبع رواية سوندرز «لينكولن في باردو»، الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن أثناء زيارته لقبر ابنه ويلي، أما الروائية البريطانية الشابة التي دخلت القائمة القصيرة بروايتها الأولى»إلميت» فتحكي قصة رجل مع أطفاله، تضطرهم الظروف إلى العيش في ويست ريدنغ بيوركشاير، فيما تتمحور «تارخ الذئاب» للأميركية إميلي فريدلوند حول قصة فتاة معزولة تبلغ من العمر 14 عاماً وتشب وسط طائفة دينية فاشلة في الغرب الأوسط من الولايات المتحدة.
الترجمة إلى العربية
ناشر دار المتوسط خالد الناصري نشر قبيل أيام من اعلان القائمة الطويلة بروفة غلاف كتاب بول أوستر الجديد، مما يعد القارئ العربي بترجمة سريعة لرواية أوستر الضخمة نسبياً، والتي وصفتها لجنة التحيكم بــ «الرصينة»، وهو ما يعد استكمالاً لما نشرته الدار من روايات أوستر مؤخراً (نشرت الدار ثلاثة روايات دفعة واحدة)، فيما نلحظ اقتراب صدور رواية من القائمة الطويلة للجائزة، بالعربية قريباً عن دار «الكتب خان» المصرية، وهي رواية «وزارة منتهي السعادة» للكاتبة الهندية سوزانا أرونداتي روي، وتتناول فيها أحداث شبه القارة الهندية التي تتقاطع الأحداث فيها في جبال كشمير، وسبق للروائية الهندية الحصول على جائزة «مان بوكر» عام 1997 عن روايتها الأولى «إله الأشياء الصغيرة»، فهل نشهد مزيداً من الترجمات الطازجة إلى العربية قريباً؟.
تعد جائزة مان بوكر هي من أهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية باللغة الإنكليزية، منذ تأسيسها عام 1968، وتم إطلاق نسخة عربية منها في العام 2007.