بقلم: خالد بنيصغي
هل يجب استبدال أغلب المسؤولين والموظفين المغاربة من أجل أن يستقيم الوطن ؟ طبعا من الصعب فعل ذلك …
إن ما يقع في الساحة المغربية من أحداث متناثرة في الدين والسياسة والمجتمع والاقتصاد ، إنما هو نتاج وللأسف للرسالة التربوية في المدارس والإعلام والفن ، هذه هي الحقيقية التي لا يريدها أحد ، كيف تريد أن ترى شعبا يعيش الحب والتعاون بين أفراده في زمن أصبح فيه المعلم والأستاذ يلهث وراء الدنيا ناسياً دوره التعليمي والتربوي ؟؟ كيف وهو الذي يُضْرِب عن العمل لأسباب واهية في أغلب الأحيان وفي أغلب أيام الدراسة متناسيا أنه يدمر مَلَكَة التعلم عند الحلقة الأهم في السيرورة التعليمية والتي هي التلميذ ، هذا الأخير الذي يكون ضحية إضرابات متكررة بسبب مادية محضة ، وكأن المدرس المغربي يعيش الفقر المدقع ؟؟ وهذه الصورة التي يُسَوِّقُها داخل الوطن وخارجه هي صورة خاطئة بالنظر إلى الزيادات المهمة التي نالها هذا المُدَرِّس برغم أن الشهادة المحصل عليها لا تعدو أن تكون شهادة « بكالوريا « بالنسبة للمعلم أو « بكالوريا + سنتين أو أربع سنوات « حسب الأسلاك بالنسبة للأستاذ .. المُدَرِّس المغربي إذن لا يعيش فقيرا وإنما هو من أصبح يلهث وراء الدنيا طالبا أكثر من أجرته ، فالدولة مثلا ليست مسؤولة عن تدريس أبناء المدرسين في المدارس الخصوصية .
وكيف سينجح المغربي في تبادل الحب بخدمة أخيه المغربي بإعلام وصحافة الأحزاب المتناحرة فيما بينها من أجل الاستوزار واقتسام الكعكة المغربية الدسمة ؟؟ كيف وهذا الإعلام المسعور يقَوِّضُ السياسة المغربية ولو بلغ فيها النجاح عنان السماء ؟؟ المهم عنده هو أن ينجح الحزب الذي هو لسانه الذي ينطق به ولو كان هوى وضلالة وكذب وبهتان ؟؟؟؟ كيف ننجح والفن المغربي يقدم إلينا من العفن والنذالة ما يقدم ؟؟؟ الفنان اليوم لا يهمه ذوق المغاربة أو تربيتهم على الأخلاق والجمال والحياء ، بل لا رسالة للفنان اليوم إلا البحث عن كعكة رمضان أولا وأخيرا ، فيما يأتي الاعتذار متأخرا وهو أقبح من الزلة للمشاهد المغربي من طرف الفنان نفسه ، كيف ننجح في خدمة وطننا بمسؤولين فاسدين باقتصاد الريع واختلاس أموال الشعب واستغلال بحره ورمله ومقالعه وأراضيه بشكل شخصي وانفرادي ، كيف ننجح والرشوة تنخر الجسد المغربي في كل قطاع ، كيف ننجح ولوبيات الفساد تحارب الوطن والمواطن معا ؟؟ ..
ما أجمل المغرب .. هذا الجمال الذي لا يريد المفسدين أن يروه في الوطن ، بل في أنفسهم وخارج الوطن بتهريب أمواله وتبييضها ، وبخيانته أحيانا كثيرة ، ولولا حفنة من المغاربة الشرفاء الصادقون في حب هذا المغرب الجميل لضاع الوطن .. دمتم بود ..