بقلم: يوسف زمكحل
ولد محمد حسني السيد مبارك في 4 مايو عام 1928 في كفر مصيلحة بمحافظة المنوفية بجمهورية مصر العربية وتخرج عام 1949 من الكلية الحربية ثم التحق بالكلية الجوية وتخرج منها عام 1950 وفي عام 1964 تلقى دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي وعاد للقاهرة و تولى عدة مراكز منها قائد القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر 1973 ثم كافئه الرئيس الراحل أنور السادات على ما ابداه في الحرب من تخطيط وأداء فعينه نائباً لرئيس الجمهورية في عام 1975 حتى تم اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فأنتخب رئيساً للجمهورية في 14 أكتوبر عام 1981 حتى قامت ثورة 25 يناير 2011 فتنحى عن الحكم ورفض أن يخرج خارج مصر وقال في خطاب له ألهب قلوب معظم الشعب المصري قبل أن يتنحى حين قال أنه عاش في مصر وسيموت ويدفن في مصر ثم بدأت مأساة محاكمة الرئيس مبارك عندما وجه اتهام صريح ومباشر له بقتل المتظاهرين وهنا بكى الرئيس مبارك تأثراً كما صرح محاميه الكبير فريد الديب وسأل لماذا ؟ أنا أقتل المصريين الذي دافعت وحاربت من أجلهم في أربع حروب بدءاً من حرب 1948 و1967 وحرب الاستنزاف ثم انتهاءاً بحرب أكتوبر المجيدة . ثم توالت المحاكمات فصدر الحكم الأول عليه بالسجن المؤبد يوم السبت 2 يونيو 2012 ثم أصدرت محكمة النقض في حكم نهائي تاريخي حكمها ببراءته من قتل المتظاهرين في مارس 2017 وسيغادر الرئيس مستشفي المعادي العسكري ليعود إلى منزله بمصر الجديدة بعد ست سنوات بين المحاكم وسجن طرة والمستشفيات وأنا في رأيي مبارك لا يستحق كل هذا العذاب على الأقل لما قدمه من خدمات للقوات المسلحة المصرية والذي كان مستعداً أن يقدم لها حياته ولكن هكذا الثورات أحياناً تدمر السيرة العطرة بموجات غضب مجنونة تدفع ثمنها الأوطان وليس مبارك هو الوحيد الذي دفع ثمن ثورة 25 يناير (الأمريكية التخطيط والتنفيذ مع عملائها للأسف الذين يحملون الجنسية المصرية) ولكن الذي دفع الثمن أيضاً هو مصر كلها التي دخلت في فوضى عارمة أمنياً و في أزمات اقتصادية طاحنة وكادت مصر أن تسقط لولا عناية الله الذي أنقذها في الوقت المناسب وأرسل لها قائد شجاع أسمه عبد الفتاح السيسي وقوات مسلحة أبت على نفسها أن ترى مصر جريحة فتدخلت لتعيد تصحيح المسار وبدأت فعلاً تستعيد عافيتها رغم أن مصر مازالت تعاني بعض المشاكل إلا إنها في نظري تعتبر مشاكل بسيطة بالمقارنة لما عانته مصر خلال الست سنوات الماضية واليوم بعد هذه البراءة للرئيس مبارك لا بد ان نعيد له اعتباره خصوصا وهو قد جاوز الثمانين بعدة سنوات وأيضاً أننا عرفنا من هو القاتل الأصلي الذي قتل المتظاهرين وهم جماعة الإخوان المسلمين !