بقلم: فريد زمكحل
الشك يزرع الخوف في النفوس من الحاضر والمستقبل، وقد وصل الحال بالأقباط المصريين من المسيحيين إلى هذا الحد وربما تعداه بكثير في الشهور والسنوات الأخيرة التي شهدت فيها الكنائس المصرية فواصل من الاعتداءات الآثمة عليها وعلى المترددين عليها من المؤمنين الأبرياء الذاهبين للصلاة، كان آخرها الحادث الانتحاري الأخير في الكنيسة المرقسية بالعباسية وأدى إلى استشهاد أكثر من 38 شهيداً بخلاف المصابين من جميع الأعمار من الجنسين والذي حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يكون على رأس المشيعين لهم جنباً إلى جنب مع قداسة البابا تواضروس وكبار قيادات الدولة وجموع المشيعين من أسر الشهداء وغيرهم من المسيحيين والمسلمين، ذلك إلى أن طل علينا وجه الإرهاب والتطرف البغيض من جديد في مدينة العريش منذ أيام قليلة مضت مستهدفاً أرواح الأبرياء من سكان المدينة من المسحيين تارة بخرق منازلهم ومهاجمة مصالحهم وتارة بذبحهم وسحلهم لدفعهم على الفرار من مدينتهم ومساكنهم إلى مدن الجوار الآمنة حتى الآن، وتحت سيطرة الدولة بشكل كامل إلى أن يطرأ جديد وتتمكن القوات المسلحة المصرية على بسط سيادتها على كامل أراضيها وتوفير الحماية اللازمة والمطلوبة لجموع المصريين في سيناء الغالية بعد تمام تطهيرها من كافة العناصر الإرهابية المتطرفة.
ومن العجيب والمدهش حقاً أنني لم أرى أو أشاهد أي شكل من أنواع الإدانة لهذا الحدث الكبير من الصحف أو وسائل الإعلام الأجنبية لهذه الحوادث الآثمة لا في كندا ولا في غيرها من الدول الأجنبية أو العربية، ولا من أي جهة إسلامية بخلاف مؤسسة الأزهر الشريف، وهو ما يجعلني أتوقع حدوث المزيد من هذه الحوادث وسط هذا الصمت المريع من الجميع وإتباع البعض منهم وتبينهم لسياسة ازدواجية المعايير التي باتت تتحكم في العالم وتهدد في انفجاره بين لحظة وأخرى نتاج هذه السياسات الاجرامية الخاطئة في حق الإنسان والإنسانية في كل مكان والتي في تقديري أنها مقصودة لدفع المسيحيين الشرقيين لطلب الحماية الأجنبية من الدول الأجنبية التي فشلت حتى الآن في تحقيق أهدافها في هذا الشأن ، ولكن جهودها مازالت مستمرة بعد أن أجهضت ثورة يونيو كافة مؤامراتهم الإجرامية لتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ ولو لحين!!
لذا على الجميع فهم أبعاد هذا المخطط الذي سيطيح بمستقبل هذا الوطن إن لم يتنبه قادته لفهم واستيعاب دوافعه وحقائقه الخفية التي باتت تخيّر جموع المؤمنين في كل مكان بين التفجير أو التهجير الذي سيفجر المنطقة وسيشجع على الحروب الأهلية خاصة الطائفية والعقائدية منها ليتحول الجميع إلى مقاتلين متطرفين أو إلى مهاجرين جدد.
اللهم اني قد بلغت أللهم فأشهد!