بقلم: هيثم السباعي
تحدثنا في العدد الماضي بشكل مختصر عن الأحداث التي مرت بسورية منذ بدء الحراك الثوري لحين ظهور داعش. نستكمل اليوم مابدأناه في العدد الماضي.
فوجئنا جميعاً، على الأقل في العالم العربي بتاريخ ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٤ بهجوم ١٣٠٠ مقاتل من تنظيم داعش على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وتمكنوا من إحتلالها وإطلاق المجرمين والإسلاميين من سجونها الثلاثة والبالغ عددهم ١٠٠٠ سجين. إنضم عدد كبير منهم إلى التنظيم. لكن التساؤل الذي لم يجد إجابه له حتى يومنا هذا، كيف تمكن هذا العدد القليل من المقاتلين بأسلحتهم الفردية المتواضعة من إحتلال المدينه بهذه السهوله؟ سبب هذا التساؤل هو وجود فرقة من الجيش العراقي في المدينه بعديدها (٣٠٠ ألف ضابط وصف ضابط وجندي) وعدتها المكونة من منصات لإطلاق الصواريخ ومدفعية ميدان ودبابات وطائرات مقاتله وحوامات وذخائر تابعة لها. تبين فيما بعد أن الضباط والجنود تركوا مواقعهم بدون قتال، وفروا إن صح التعبير تاركين وراءهم كافة أسلحتهم كي يغنمها التنظيم الإرهابي بدون خسائر تذكر. والحقيقة أننا لانعلم هل تركوها بمحض إرادتهم أم حسب أوامر تلقوها من الحكومة المركزيه.
غنم التنظيم بسيطرته على مدينة الموصل مبلغ /٤٥٠/ مليون دولاراً أمريكياً تقريباً مع مبلغ كبير من الدنانير العراقية وكمية من الذهب لم يُعلن عن مقدارهما، كانت موجوده في فرع المصرف المركزي العراقي في المدينه. كما غنم عدداً لابأس به من المقاتلين الإسلاميين الذين إنضموا إلى صفوفه بعد تحريرهم من السجون التي ذكرناها أعلاه ودفعه رواتب شهرية مجزيه لهم، حسبما قيل.
سبق هذا سيطرة مقاتلوا التنظيم على مدينة الرقة السورية بدون أي مقاومة. وبذلك تمكن التنظيم من مد سيطرته على مساحة جغرافية كبيرة ممتده من شمال غرب العراق إلى شمال شرق سوريه بما فيهما من حقول نفط وغاز. عندها أعلن أبو بكر البغدادي الخلافة وقيام دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) وإتخذ من الموصل عاصمة له في العراق وعاصمته الثانية مدينة الرقة في سورية.
مالياً، أصبح التنظيم ذاتي التمويل نتيجة لحصوله على أموال فرع المصرف المركزي العراقي في الموصل وبيع النفط من الحقول العراقية والسورية التي وقعت في قبضته.
جاء في عدد من التقارير الصحفيه أن دخله اليومي من النفط بلغ في مراحله الأولى، أي قبل إنهيار الأسعار إلى مليون دولاراً أميريكياً في اليوم الواحد. يحق لأحدنا التساؤل من هم زبائن التنظيم وكيف تمكن من إيجادهم ؟؟؟ في الحقيقة باع التنظيم النفط بأسعار أقل من أسعار السوق للبرميل الواحد عن طريق وسطاء إلى كل من النظام السوري وتركيا وإسرائيل.
سنحاول اليوم البحث عن الأهداف المحتمله وغير المعلنه للتنظيم، علماً بأن العنوان الكبير الذي إستخدمه التنظيم ونشره على نطاق واسع هو إقامة الخلافة الإسلاميه.
لم أقرأ أو أشاهد أو أسمع أي أهداف أخرى للتنظيم غير الهدف المذكور أعلاه. لذلك ما أكتبه اليوم هو تعبير عن وجهة نظر شخصية بحته أعتقد أنها تشكل الأهداف الفعلية للتنظيم. وجهة النظر هذه تحتمل الصواب والخطأ وقد يتفق معي حولها بعض القراء ويختلف البعض الآخر أو يكون لهم رأي آخر.
قبل الدخول بأهداف التنظيم لابد من التأكيد بأن التنظيم لاعلاقة له لامن قريب ولا من بعيد بالدِّين الإسلامي. لندع ممارساته جانباً بالوقت الحالي لأننا سنعود إليها لاحقاً. فقد أكد المصور الصحفي البريطاني “چون كانتلي” الذي كان يغطي أحداث سورية مع صديقة الصحفي الأميريكي “چون فولي” بأنه لايوجد لدى التنظيم ولا نسخة واحدة من القرآن الكريم، حسب قوله. يذكر أن التنظيم خطفهما في تشرين الثاني (نوڤمبر) عام ٢٠١٢ ونفذ حكم الإعدام بقطع رأس “فولي” وإنقطعت أخبار “كانتلي”. تبين فيما بعد من خلال ڤيديو نشره التنظيم أواخر العام الماضي أن “كانتلي” لايزال على قيد الحياة وموجود في أحد سجون الموصل.
وللحديث بقية.