بقلم: فريد زمكحل
بعد تسلم الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب لمهام منصبه الجديد كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية خلفاً للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أعتقد بأن المشهد العام للسياسة الأمريكية سوف يتغير بشكل شبه تام على الصعيدين الداخلي والخارجي. بعد تلميح الرئيس الجديد في أكثر من مناسبة بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تلعب دور الشرطي في هذا العالم من جديد بدون مقابل، وهو ما يعني تنازل غير مباشر للادارة الأمريكية الجديدة عن إدارة العالم بصورة إنفرادية أو أحادية بعيداً عن الدول العظمى الأخرى في هذا العالم وهو ما سوف ينعكس بصورة إيجابية على الكثير من القضايا السياسية الساخنة التي مازالت عالقة وتتطلب سرعة التدخل لحلها قبل أن تزداد تفاقماً يدفع بها للخروج عن نطاق السيطرة الأمنية الجزئية أو الكلية لجميع دول العالم الأمر الذي نجح ترامب في أن يكتشفه وفي أن يراهن عليه للوصول والجلوس في البيت الأبيض الأمريكي، واتصاله الهاتفي الأخير بعد ثلاثة أيام من توليه للسلطة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعكس بوضوح قلق الإدارة الأمريكية من ظاهرة تفشي الإرهاب حول العالم ودوره الأصيل في ضرب الأمن وهدم الاستقرار الذي يهدد معدلات النمو الاقتصادي مع هروب رؤوس الأموال وزيادة نسبة البطالة ، وهو ما لن يسمح الرئيس الأمريكي الجديد لنفسه أو لغيره بتجاهله لأنه سيهدد أمن وسلام جميع دول العالم بما فيهم أمن وسلام ومصالح القوى الكبرى حول العالم، ومن هنا كان حديثه الهاتفي مع الرئيس السيسي الذي يدرك جيداً حجم المؤامرات التي حيكت له لإسقاطه وإسقاط مصر الدولة المحورية الهامة في المنطقة والتي تصدت ومازالت تتصدى للإرهاب بحسم وحزم رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها من جراء السياسات الاجرامية الدولية التي فرضت عليها بتوجيه مباشر من الادارة الأمريكية السابقة لولا لطف الله وعنايته ووطنية الجيش المصري العظيم.
لذا أتوقع أن يعمل الرئيس ترامب بصورة جدية على تصحيح هذا الوضع سواء في مصر أو سوريا أو العراق أو ليبيا لخفض حدة التوتر والقضاء على الإرهاب كما سيحسن من علاقات دولته الثنائية مع جميع دول العالم بما يخدم تحقيق أهدافه الاقتصادية على المستوى الداخلي بصورة محسوسة وملموسة لجميع المواطنين الأمريكيين من خلال وقفه لجميع انواع الهجرة غير الشرعية لبلاده وهو ما سيدفع العديد من الدول المجاورة له للعمل الجاد على تحسين ظروفها الاقتصادية لاستيعاب هذا الأمر وسرعة تجاوزه.
وهذا حقه المكتسب بحكم مسئوليته عن إدارة البلاد ولا دخل له بأي نزعة عنصرية للرجل الذي يذكره البعض بحقوق الإنسان التي يتجاهلونها وتتجاهلها بلادهم الأم ولا تطبقها مع مواطنيها من الاقليات بصورة فاضحة تستوجب الأسف على ما يحيط بها من صمت مريب نتاج نشر ثقافة التطرف والعنصرية المتأصلة في بعض المجتمعات التي مازالت تنتمي لعصور الجاهلية والتخلف.