بقلم: خالد بكداش
تعاني الشعوب العربية منذ زمان ليس بالبعيد من الجهل و الخوف و الفقر و الكثير الكثير من المصائب التي تنهال عليها دون رحمة أو شفقة .
لكن عندما نعود للتاريخ الذي زوروه و طبعوه و جعلونا نقرأ منه و كذبوا فيه علينا أكبر كذبة في التاريخ
و هي أننا دول في حالة حرب دائمة مع عدواً لا يعرف الرحمة و ليس لديه هدف إلا أن يهدم بيوتنا و يشرد و يقتل أطفالنا .. ذلك العدو المخيف الذي حاولوا مراراً و تكراراً أن يزرعوا صورته داخل ذاكرتنا حتى نعيش و نحيا و نحن نكره ذلك الشكل و الأسم .
الحقيقة أيها الأعزاء القراء .. أن هناك عدو حقيقي للشعب العربي أجمع و الحقيقة أن صورته مخيفة و لكن باقي الحقيقة هي المزورة .. الحقيقة أن عدونا ليس ما صوروه لنا و ليس ما علمونا اياه بالكتب و الأناشيد المدرسية ، الحقيقة أن عدونا يعيش بيننا ، يأكل من أكلنا و يشرب من شرابنا و يتمتع و هو يشاهدنا نخاف
و نرتعب من الوهم الذي زرعه فينا .
عدونا الحقيقي أعزائي في بعض الحكام الخونة الذين سعوا جاهدين إلى نزع كرامة المواطن و إلى زرع الجهل و الفقر فينا .
بلادنا غنية جداً بالموارد الطبيعية التي وهبنا اياها الله ..
بلادنا غنية جداً بالخيرات و بالأيدي العاملة البشرية ..
بلادنا غنية بشعوب مجتهدة و نشيطة ..
لكن هؤلاء الحكام المتعاقبين علينا هم سبب الجهل الذي نعاني منه الأن و هم سبب الفقر الذي يموت الألاف بسببه الأن و هم سبب الحروب التي شردت و قتلت خيرة أبناءنا و أخوتنا .
و حتى أصدقكم القول .. ليس الحل بثورة فاشلة يقودها التجار و المرتزقة .. بل الحل بمحاولة الخروج من عنق الزجاجة .. من خلال التعليم الذاتي و البحث عن ما هو نقي و مفيد لأنفسنا ..
حتى أكون أكثر دقة معكم .. نحن بحاجة لثورة على الذات .. نرفض كل ما حاولوا أن يزرعوه فينا .. نحن بحاجة لثورة ذاتية نخرج فيها أنقياء من تحت عباءة هؤلاء الخونة و المرتزقة ..
و حتى أكون أكثر دقة فأنا هنا لا أعمم على جميع الحكام بل على الكثير منهم و جميعنا نعلم من هم بالاسم و الصورة ..
بينما هناك بعض الحكام الذي نشهد بأنهم فخر الأجيال و سيشهد التاريخ و المستقبل أنهم حاولوا جاهدين أن ينشروا الخير و السلام و خير مثال هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وحد الإمارات
و جعلها دولة واحدة قوية متماسكة و رفع كرامة أبنائها لأعلى شأن و وضعهم في المراتب الأولى عالمياً من خلال نجاحاتهم و مشاريعهم و فكرهم و عطائهم .
و ليست الصورة دائماً رمادية فهناك بريق أمل دائماً و كما قال الشاعر أبو القاسم الشابي :
إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدر
ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر