بقلم: كيندة الجيوش
كانت الدول العربية وبعض الدول المشرقية تتهم الغرب دوما بانه يستغل موضوع المرأة كوسيلة من اجل الضغط على الحكومات والأنظمة هنا او هناك! ربما كان هناك بعض الصحة لهذا الكلام ولكنه ليس دقيق.
وأكثر من ذلك اتهم الكثيرون بان اي محاولة غربية او غيرها من اجل تصحيح وضع المرأة وحقوقها الانسانية والمعنوية ومكانتها في المجتمع والقوانين المتعلقة بها بما فيها قوانين الارث وجرائم الشرف، بل وحتى المطالبة بالسماح لها بقيادة السيارة وغيرها… ماهي إلا محاولات لتغيير بنية المجتمع والتقاليد الشرقية العريقة وإفسادها!!
وهنا نكون دخلنا في إطار محاولات عربية ومشرقية لخلق عدو خارجي حتى نبقي شعوبنا متخلفة وبحاجة للقيادات الذكية الديكتاتورية!
الانتخابات الامريكية اليوم ومع المرشح المهزلة دونالد ترامب أصبحت تتمحور حول موضوع المرأة وضرورة احترام المرأة كابنة وأم وأخت وزوجة قبل ان يتم تأطيرها كعشيقة وأداة للشهوة. وهذا على نسق المحادثة المسجلة بين المرشح الرئاسي ترامب واحد الصحفيين. اذا ابعاد المشاكل المتعلقة بالتعامل مع المرأة موجودة بالغرب ايضا ولكنها تأخذ شكلا مختلفا. ورأينا بأنه حتى في العالم الغربي الديمقراطي يمكن لرجل وبهذا المكان ان ينظر الى المرأة بهذه الدونية. ويتناسى ان من أتت به الى هذه الحياة هي امرأة وانه لديه ابنه على سطح هذه الارض وان من وهبته عمرها هي زوجه تشاركه الأيام حلوها ومرها!!
ولكن الفرق الواضح والذي يجب ذكره هنا هو ان هذا الغرب لم يدفن رأسه بالرمل وواجه هذا النوع من العقليات والتصرفات بالمواجهة والاعتراف بها واستنكارها من اجل تغييرها!! لم يحاول الغرب ان يخفيها بل واجهها. واعتذر ترامب عما قال وأقسم انه تغير منذ ذلك التعليق … ولا اعتقد ان رجلا مثله تغير اليوم..
ولكن الأهم من هذا كله ان الغرب نظر الى المشكلة واعترف بها وحلها!! او انه بسبيل معالجتها!!
وأول خطوة في العلاج هي تشخيص المرض وليس محاولة إخفائه!
فلنتمعن!