بقلم: فرج ميخائيل
هل حقا يستطيع الإنسان أن يسامح ويتصالح مع نفسه؟ أن ما تعلمناه فى مجتمعنا الطيب والذى يحرص على الترابط والعلاقات بين الاهل والأقارب والحفاظ على أواصر الود والصداقة انه ينبغى أن نسامح ونتغاضى وننسى الاساءة لأن هناك ما هو أهم وما يستحق العناء بل وأحيانا التنازل عن الحقوق..هو الحب أو بمعنى أدق استمرارية الحياة بالتي هى احسن..أي المودة والتعاطف والتراحم.
فالعيش بسلام بين الاهل والخلان يزيد من القوة التى تنبع من الاحساس بالأمان ويزيد من الاصرار على متابعة الحياة بالتفاؤل والبعد عن كل ماهو يثير القلق والشك والتشاؤم من منطلق أن هناك أشخاص مثلى يحبون الخير ويسعون اليه فلا يفكرون بالإيقاع بى..
فيا لسعادة الإنسان الذى يحاط بمثل هذه الاخلاق ويعيش فى مجتمع تحكمه مثل هذه القيم..يخاف ربه دون أن يرهب الاخرين..فيصلح من نفسه دون أن يفسد الآخرين.. ويُعنِّف نفسه دون أن يقِّوم الاخرين.
فيكون كالمصباح الذى ينير لمن حوله ويلهم على الطريق دون أن يخيفهم من الظلام ..فتواجد مثل هؤلاء بيننا لنبراس يجب أن يحتذى به.
وهذه الأجواء ضرورية حتى يستطيع الإنسان أن ينشغل فقط ببناء نفسه ومتى حصل على شخصية سوية حينئذ يستطيع أن يبنى مجتمع متحضر سليم وقوى البنية يجابه به كل التحديات والصعوبات لأنه واقف على أرض صلبة وأساس ثابت.
ولكن هل يستطيع الإنسان أن يسامح نفسه؟ لا أقصد بالتأكيد التعاطف مع نفسه ، هنالك فرق كبير ..لأن التسامح لا بد أن يكون على أساس من العدل ودراسة المسببات والنتائج حتى يكون التقويم صحيح ورادع. أما التعاطف مع النفس ففيه بعض التساهل واختلاق الأعذار وتسوية الأمر بطريقة أو بأخرى.
ان من يسبب الألم لغيره.او يفسد حياة المحيطين به أو يجرح قلوب المحبين له..كيف يستطيع أن تسكنه السكينة حتى يتعايش مع من حوله فى سلام..إنه أصبح مصدر لإزعاج من حوله .فيستنكرون سلوكه ويتباعدون عنه حرصا على حياتهم من الألم والضيق التى يمكن أن تسببها هذه الشخصية التعيسة.
فيا من هو مصدر لإفساد حياة الآخرين..كفاك واتقى الله. وهذب نفسك واحكم عليها قبل أن يحكم عليك وانت أيها الإنسان يا من تبغى السعادة والحرية والعدالة ينبغى أن تعلم انك لن تصير هكذا أن لم تضر غيرك لأنه لو أوقعت إيذاء بأحد فسوف تقع انت أيضا تحت طائلة القانون والأسوء انك ستكون من المنتظرين للعقاب الأبدي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
والطريق لمصالحة النفس سهل رغم صعوبته..وهو طريق واضح رغم قساوته… وذلك لأن الدليل هو ماتيسر ما بين أيدينا وواضح أمام أعيننا وقريب إلى قلبنا ،هذا إذا كنا نريد ان نرى ونسمع ونعى.
فالندم والاعتراف بالذنب أوله.. وطلب المغفرة من رب الخلق أوسطه وتصحيح ما نتج عنه من أخطاء وتحمل مسؤوليتها.
نداء الى من ولاَّهم الله علينا .”.هيا الى الفلاح”.. هيا الى نشر العدل والمساوه ..لا تسلبونا حقنا فى الحياة التى وهبها لنا صاحب النعم والخيرات ..انه بالتاكيد يريد لنا الخير وحسن الاقدار لانه هو اصل الحياة وهو من اوجدها واوجدنا لنحياها.