بقلم: هديل مشلح
مرّت مصرُ سابقاً بعصر ذهبي كانت فيه من أوائل الدول في التصدير والزراعة و الصناعة والسياحة والتعليم وقوية سياسياً وعسكرياً ويهاب مركزها الجميع إلا أننا في هذه المرحلة الحالية نشهد تدنٍ اقتصادي و سياحي وتعليمي وحتى سياسي ووصلت إلى مرحلة جديدة لم تشهدها سابقاً ألا وهي غفوة اقتصادية و اجتماعية و حتى ثقافية و انتقلت من مرحلة الازدهار إلى مرحلة الفقر وذلك بتصريح من وزير التخطيط الذي أكد أن نسبة الفقر ارتفعت من 26% إلى 27.8% أي أن مايقارب ربع الشعب المصري أصبح يعيش تحت خط الفقر وهذه النسبة متزايدة طبعاً نظراً للتدهور السريع للعملة المحلية و رفع الدعم عن المنتجات الرئيسية التي يحتاجها الشعب و بشدة.
و لأسباب مجهولة لم تشرحها الحكومة ارتفع سعر الدولار بشكل جنوني أدى إلى ارتفاع في كل أسعار السلع الأخرى مما شكل عبئاً إضافياً وقع على كاهل المواطن لم يكفِ المواطن استغلال بعض التجار لارتفاع اسعار الدولار ورفع أسعار السلع الأساسية كالأرز والسكر والأدوية والفواكه والخضروات ومواد التجميل والسجائر والملابس وغيرها الكثير إلا أن الدولة أيضاً قامت بإقرار قانون الضريبة المضافة عليها .
هل هذا هو الحل الأمثل للتردي الاقتصادي الذي يعيشه الدولار بفرض المزيد من الضرائب التي تقتطع من المواطن المصري البسيط, هل الحل أن تعِّوض الدولة خسارتها من جيوب المواطنين والموظفين الذين يتراوح دخلهم بين 400 و 1500 جنيه شهرياً ويعتبر ومستوى الدخل بسيط جداً بالنسبة للمصاريف الأساسية المفروضة على المواطن العادي ليستطيع سد احتياجاته الضرورية و تسديد بعض الفواتير التي تزداد قيمتها ايضاً شهراً بعد شهر.
وبتقديري أن الدخل الذي يجعل المواطن يسد كفاف يومه يتراوح بين/ 4000/ و / 5000 / جنيه شهرياً بالمقارنة مع الأسعار والضرائب المفروضة عليه وهذا الأمر ليس مستحيلاً لأن مصر فيها من الخير الكثير , وفيها عدد كبير من المستثمرين الأجانب والعرب والمصريين وهناك أيد عاملة متوفرة بكثرة لأن مصر بلد فتي , إلا أن ما تحتاجه مصر والشعب المصري حقاً هو مكافحة الفساد والمفسدين والمرتشين وسارقي جيوب الشعب من بعض كبار المسؤولين .
( أم الدنيا ) ليست دولة فقيرة بل إنها تعاني من سوء في إدارة موارد البلاد وبسبب مصالح شخصية لبعض المسؤولين يتم وقف مشاريع قد تدر الملايين على مصر وتستطيع النهضة بها .
هذا هو العصر الذي ينجح فيه الفاسدون في مصر أمثال أولائك التجار الذين يتاجرون بلقمة العيش وبعض المسئولين الذين يحققون ثرواتهم في البنوك من جيوب الشعب المصري ومن قوت يومه .
استطاعت مصر سابقاً التغلب على كل ما مر بها من مكائد داخلية وحروب خارجية ووقفت بوجه الارهاب بثبات شعبها وقوته لذلك فهي تستطيع أن تمضي لكنها تحتاج إلى ضمائر المسئولين فيها ليعملوا من أجل خير مصر وليس من أجل مصالحهم الشخصية فقط .
عاشت مصر و عاش شعبها.