بقلم: خالد بكداش
ارتفعت في الآونة الأخيرة صيحات عدة فئات من أفراد الشعب المصري البسيط و بشكل خاص الطبقة المتوسطة و الفقيرة التي تعيشان في مصر و نادت هذه الصيحات الحكومة المصرية بالرحمة و النظر بقوانين رفع الدعم عن الدواء و عدة مواد أساسية أخرى.
اتخذت الحكومة المصرية في الفترة الماضية قرارات لم تقم بدراستها بشكل جيد و ذلك لمحاولة تثبيت سعر الدولار لحد معقول و لأسباب أخرى يعلمها الجميع و أهمها ارضاء بنك النقد الدولي و عدة دول أخرى تقوم بالضغط على الحكومة المصرية للاستفادة من هبوط الجنيه المصري لمستويات كبيرة تجعل منه سلعة سهلة أمام تلك العملات التي تحاول السيطرة على الاقتصاد المصري .
تناقلت وسائل إعلامية كثيرة أن هناك أيدي خفية وراء تعويم الجنيه المصري و رفع سعر الفائدة في البنوك المصرية و رفع الدعم عن العديد من المواد الأولية المستهلكة .. و لكن تناست جميع وسائل الإعلام المرحلة الحرجة التي تمر فيها مصر حكومة و شعباً و أن هناك قوى كبيرة تتربص لها وتتمنى لها السقوط عند أول أزمة تعصف بها .
إن من قام بغزو العراق بدون سبب و من قام بهدم سوريا و تشريد أهلها بدون سبب هو من يتربص بمصر في الخفاء و يقوم عبر أعوانه و حلفائه بالضغط على مصر لتبقى تحت الخطر حتى تحقيق رؤيتهم للمنطقة ككل .
حتى أكون صادق معكم يبدو أن بعض الوزارات في الحكومة المصرية تقوم بتنفيذ الأجندة الخارجية دون أن تنتبه لما يجري في الشارع المصري ، و رغم كل ما يحدث لا تلتفت الحكومة المصرية إلى احتياجات الشارع المصري البسيط التي يمكن تحقيقها بأقل الخسائر الممكنة على الدولة المصرية .
بالأمس استمعت لمكالمة احدى السيدات الموظفات المصريات التي تتقاضى مبلغ 1800 جنيه مصري راتب شهرايا عن عملها في احدى المؤسسات الحكومية و هي من أوائل الخريجات في الكيمياء و العلوم على مستوى الدولة ولها وضع عائلي خاص بحيث تحتاج والدتها إلى دواء بقيمة 700 جنيه شهريا للمعالجة و لكن و بعد رفع الدعم عن الدواء وغلاء الأسعار بشكل مفاجئ تضطر هذه السيدة لدفع 1700 جنيه من راتبها للدواء شهرياً و للأسف الشديد يبدو أن الحكومة المصرية لا تشاهد أو تستمع لمثل هذه الحالات لأن أي مسؤول يمكنه تأمين الدواء بمكالمة تلفونية واحدة دون أن يدفع قرش واحد ثمن له .
نصيحة أوجهها عبر منبرنا هذا إلى من يقرأ في الحكومة المصرية , اعلم أنهم قليلون ..
أعطوا حيز انتباهكم للشعب المصري البسيط و اجعلوا من الشعب هدفكم الأول لرعايته و الحفاظ عليه .. لأنه من سيقف معكم في وقت الشدائد ليواجه المصاعب وليس العكس .
تحية كبيرة للشعب المصري العظيم .. و في الختام نقول لك الله يا شعب مصر .