بقلم: فريد زمكحل
كيف يمكن لوطن بحجم مصر وتاريخ مصر التصدي لكل ما يحاك ضدها وضد شعبها من مؤامرات على المستويين الاقليمي والدولي، وهناك فجوة عميقة فشلت كل الحكومات المتعاقبة منذ عهد السادات إلى اليوم في التصدي لها والقضاء عليها ولو تدريجياً، مكتفية بالصور الزائفة والشعارات الرنانة التي لا تقدم بل تؤخر منظومة التصحيح الحقيقي والمنشود التي يتطلع إليها الجميع بعين الأمل بعيد المنال حتى تمكن اليأس من النفوس في جدوى الإعلان عن وجود إصلاحات حقيقية تصب في نهاية المطاف في صالح المواطن الذي يُمثل عماد الوطن، وهو لا يشعر ولا يستشعر المفهوم الحقيقي لمعنى المواطنة؟ ومنهم من يتعرض للقتل في دور العبادة أو السحل في الطرقات أو التهجير القسري من بيته وأرضه وقريته لأنه مسيحي أو شيعي أو بهائي وسط فشل حكومي وعجز أمني فاضح، وتواطؤ راديكالي، بات مكشوفاً لبعض المسئولين لا يمكن أن ينهض بقرية، فما بالك بقطاعات الدولة المختلفة ، ولا أقول في مكانتها لأن مكانة الدولة لا تستمد عبر تاريخها الطويل بقدر ما تعتمد على ما تسطره الدولة لشعبها من مُنجزات المواطنة العادلة والآمنة لكل فرد نحو حاضر آمن ومستقبل مشرق على مدى مراحل التاريخ الوطني لقيام هذه الدولة، ودولة الامارات الشقيقة وتجربتها الفاعلة لخير شاهد على إرادة الدولة ومؤسساتها في كسب جولة تلو جولة لتسطير التاريخ لا في استقطاعه وتزييفه كما تحاول مؤسسات الدولة المصرية الوهابية الهوى وسلفية الهوية القيام به حالياً كعادتها لاعاقة محاولات الرئيس وافشال جهوده في محاربة الفساد حتى وإن أدي بالدولة وبمؤسساتها للسقوط في الهاوية التي بتنا نقترب منها نتاج نشر الجهل والتطرف وروح التعصب الأعمى الذي ينتج الإرهاب وتشجع عليه بعض مؤسسات الدولة في الوقت الذي تدّعي فيه قيامنها بمحاربة الإرهاب دون أن تتنبه عن قصد أو عن جهل بأنه قد وصل وتمكن بالفعل من كافة مفاصل الدولة والنظام العام لها في ظل غياب العدالة والقانون والممارسات الحزبية الصحيحة وتصنيف حرية الرأي والتعبير بين منَّ يقف مع الدولة وبين منَّ يعارضها، وتغيب مفهوم المواطنة وكفالة حرية العبادة وحرية بناء دور العبادة للجميع وتولي الوظائف العامة على اسس من العدل والمساواة .
نعم لن تنهض مصر في ظل حكومة فاشلة بإمتياز في إدارة شئون الدولة وصيانة حقوق المواطن المُطالب في القيام بواجبته في الوقت الذي لا تقوم فيه الحكومة بواجباتها تجاهه!
نعم لن تنهض مصر في ظل وجود كل هذه السياسات والممارسات الخاطئة من قبل الحكومة وبعض الآجهزة السيادية للدولة والذي بات المواطن يستلهم مفرداتها ويتعامل بها في حياته اليومية .. المهنية منها أوالمعيشية، وأدت إلى حالة الفساد العام المنتشرة بين الجميع في تبادل للادوار والمواقع وتقاسم وقبول ضمني مشترك لنتائجه المدمرة!
نعم لن تنهض مصر إذا ما استمر الحال على ما هو عليه ولا حتى بدعاء الوالدين وكان الله في عون الرئيس المطلوب منه الكثير.