بقلم: كلودين كرمة
فى هذه الاونة الأخيرة تجلت ظاهرة عبادة المخلوق دون الخالق والعياذ بالله…والعجب ان الله يصبر ويتأنى على عباده يغفر ويصفح …لانه غفور رحيم..
من المدهش ان العبد المرتكب الذنوب والمعاصى فى حق الله والبشر
والذي يظلم ويقتل ويهدم..ويستمتع ويتفاخر بأعماله الشريرة.. ويفرط فى استخدام سلطته وقوته ودهائه .بل ويظن نفسه انه يفوق الخالق غيرة واستنكار للشر .بل ويعتقد انه المنتقم الجبار ..فهو ايضا يتطاول ويسرق اسماء الله الحسنى ويدعى انه يتصف بصفاته..
ويغفل وينسى ان الله لو اراد افناء الخليقة غضبا على البشر لأفناها فى طرفة عين…ام لعلك يا ارهابى نسيت طوفان نوح…لان الله سبحانه قادر ان يفنى ويخلق من جديد. ان اراد..
والمقصود بالارهاب هنا ليس فقط الجيوش المدفوعة الاجر…لكن كل ما هو مزعج ومخيف ويبث الرعب فى النفس البشرية من تطوال وتتطرف والقذف بالالفاظ والتهديد وإلقاء التهم واستخدام النفوذ فى الترهيب والتعذيب والقبض على الابرياء لمجرد انهم اشراف او انهم عقبة في تحقيق اطماعهم او لانهم يخافونهم لدرايتهم بتجاوزاتهم بل وجرائمهم او لارضاء غرورهم ومجاملة لاصداقئهم او اثبات مقدرتهم على الانتقام…وهنا بالتحديد نسجد للمخلوق ونقبل قدميه مذلين طالبين العفو والمغفرة من العبد…. وبما نسمى هذا السلوك سوى عبادة الاصنام….ثم ندعى بعد ذلك اننا مؤمنون بالله ونخاف يوم الحساب..
انه لمثير للشفقة امر هؤلاء المرضى..
وللاسف ان هذه النوعية منتشرة انتشارا يفوق انتشار الاوبئة..فهى فى البيوت والقرى والمدن والمؤسسات التعليمة والصحية وغيرها…لدرجة ان الانسان الذى يتقى الله وينصف المظلوم ويساند الضعيف . اصبح ظاهرة غريبة يجب محاربتها والتخلص منها وهدم مؤساستها..بل والصاق التهم بها ونعتها باقبح الصفات.
ولكن هل هناك حل …..ام الامبلاة اصبحت طبيعة البشر..ولا احد يهتم إلا لشئونه…..يمكن ان نعتبر ان هذا الكلام مقبول مجازااذا كان بين اهل الحى مثلا …ولكن ان يصبح هذا مبدا عام يتصف به المسؤلين…فهذا قبح بيَّن…ونهايته السقوط لا محالة….
ومهما حدث فاننا لا نفقد ايماننا بان هناك اله عادل ممسك بمقالد الامور..وبأمره وبسلطانه وحده يسمح ويمنح او يأبى ويمنع….
ولكننا على ارض الواقع المظلم وسط هذه المهاترات فاننا لا يسعنا -حتى لو اردنا ان نقدم فروض الولاء والطاعة- ان نجد الوقت الكافى حتى نسجد للآلهة المتعددة فهم كثر وايضا بينهم حروب ومنافسات على اعلى مستوى وتعارض مصالح قد تؤدى بهم الى الانتقام بشراسة.. فاذا قدمنا القرابين لاله من الالهة فأغضبنا الاخرين… فإننا هالكين لامحالة وبين حجري الرحى….لنا الله