بقلم: خالد بكداش
تتفوق الحكومات العربية على غيرها من الحكومات في العالم بمسألة تنوع الفساد فيها… خاصة بما يتعلق بمسألة سرقة أموال الشعوب العربية الفقيرة و التي يتم نهبها و سرقتها بشتى الطرق و الوسائل و بشكل يومي و مستمر .
المعضلة بالأمر أن المسؤولين العرب لا تطالهم يد العقاب أبداً بل يهيشون برفاهية فاحشة على حساب دماء الشعوب البسيطة و يقتاتون من قوتهم و يسلبون حياتهم دون رقيب أو حسيب .
يبدأ الفساد في الدول العربية من عند أصغر موظف إداري في أصغر قرية حتى لو كان تعدادها لا يتعدى الألف نسمة .. و يصل الفساد لأعلى قمة الهرم الوظيفي عبر قنوات كثيرة و مختلفة منها الرسمية و منها غير الرسمية .. بل استطاع بعض المسؤولين أن يصدروا قوانين لفسادهم ليجعلوا منه فساد مقنن .
حتى لا أكون ظالم و حتى لا يقول أحدهم أنني أرمي الناس جزافاً .. قررت أن أبحث في مسألة الفساد هذه و نزلت للشارع العربي الذي يعاني الأمرين من الفساد و سألت أفراد الشعب بمختلف طوائفهم و شرائحهم الاجتماعية سؤال واحد مركب :
ما هو نوع الفساد الذي تعرضت له و من كان الشخص الفاسد ؟
أعتقد أنكم لن تستغربوا للإجابات التي حصلت عليها فلقد أجمع جميع من أجاب على هذا السؤال أن جميع الإدارات الحكومية فاسدة بامتياز دون تمييز بل أن أكثرها فساداً هي تلك الإدارة التي ترتبط بالعمل المباشر مع المواطنين .
و وصف الأشخاص الذين أجابوا على السؤال الفاسدين بأنهم : مصاصي دماء .. جزارين .. سارقين .. محتالين .. مرتشين .. و أوصاف أخرى كثيرة لن أستطيع نقلها لكم حفاظاً على الرسالة السامية التي نعمل لها ..
المهم في الأمر أننا نتحدث كثيراً عن الفساد وتفشيه بيننا و لكننا لا نقف أبداً بوجهه لأن الفساد أصبح قوي .. بل أقوى مما نظن .. لأن الفاسدين الأن أصبحوا أصحاب الحق بتقرير المصير و أصبحوا أصحاب الحق بتحديد ما هو صائب و ما هو خاطئ.
سنبقى عبر منبرنا هذا محاربين للفساد و الفاسدين و ستكون كلمة الحق هي منطلقنا و لن نيأس أبداً.