بقلم: خالد بكداش
قالت رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل كلمة شهيرة حول موضوع الطائفية قالت: عدد سكان “الهند والصين” 2 مليار ونصف المليار لديهم 150 إله و 800 عقيدة مختلفة مع ذلك يعيشون بسلام بينما المسلمين لديهم إله واحد ونبي واحد وكتاب واحد و تجد شوارعهم قد تلوّنت بالأحمر من دمائهم .. القاتل عندهم يصرخ الله أكبر والمقتول يصرخ الله أكبر.
اليوم .. الطائفية تحرق شعوبنا العربية .. الطائفية تقتل شعوبنا العربية ..
استطاعت تلك الأيادي الخفية التي تعمل في الظلام أن تزرع في قلوب البعض منا نزعة الطائفية الدينية .. و استطاعت أن تسيطر عليهم دون أن تجندهم تحت ألويتها و جيوشها ، بل اكتفت بتجنيد بعض الحكام العرب ليعملوا تحت رايتها وليكونوا الأداة التي تنشر الطائفية بين أفراد الشعب .
أكاد أجزم أن الكثيرين من أفراد الشعب العربي يتسائلون لماذا يحدث فينا هكذا و القصد هنا لماذا نعاني من هذه الحروب و لماذا انتشر كل هذا الكره في نفوس الضعفاء منا .
الإجابة هنا ليست بالشيء السهل .. بل هناك احتمالات كثيرة للأجابة عن هذه التساؤلات .. لكن هناك رابط واحد يجمع جميع الاجابات في بوتقة واحدة و هذا الرابط هو في بعض حكامنا العرب الذين باعوا أنفسهم للشيطان .. باعوا بلادهم و شعوبهم قبل أن يجلسوا على عروشهم .
لا تستغربوا فنحن نعاني من الشيء الذي يدعوا له شيوخ المنابر بالحياة المديدة .. نحن نعاني من أولئك الذين تصفق لهم الأيدي حتى لو كانوا يذبحون الناس علانية.
الحقيقة أن كل يوم نعيشه هو سطر في سيناريو رسمته الماسونية العالمية لبلادنا العربية و هيأت له العدة و العتاد و الحكام العرب هم جزء من هذا السيناريو المخطط له من زمن ليس بالبعيد .
لا تعتبروا أن السنوات التي سبقت الثورات العربية هي فترة ازدهار للدول العربية .. تلك الفترة هي الهدوء الذي يسبق العاصفة .. هي جزء من المخطط الذي ينفذ الآن .
شعوبنا العربية تعاني من العدو الصديق .. شعوبنا العربية تعاني من السم الذي يجري في عروقها .. شعوبنا العربية تعاني من تلك الديدان التي تنخر في عظام العرب جميعهم .
صدق من قال : “ دود الخل منه فيه “ فهذا أكبر مثال يطابق الحالة التي نعيشها ..
نعم أيها القراء الأعزاء .. عدونا الحقيقي هو الشخصيات الكرتونية التي تلبس لباس بعض الحكام العرب .. عدونا هو من يقبّل يد الشيطان قبل الفطور و قبل النوم .. عدونا الحقيقي نحن بنيناه .. نحن جعلناه قدوة .. نحن جعلناه إلهاً نركع أمامه كأننا نعبده ..
المشكلة الأكبر أننا نملك حل لعقدتنا هذه لكننا لا نراه جيداً .. الحل يكمن في صميمنا ,عروبتنا .. الحل في عودتنا لعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة .. عاداتنا العربية التي ترفض الخيانة و رأس حربتها الشهامة .. عاداتنا الأصيلة التي ترفض التمييز و تمتاز بالترابط و التآخي .
نحن بحاجة لثورة على الذات قبل أن نقوم بثورات على الحكام والأنظمة .. نحن بحاجة لثورة تعيدنا إلى رشدنا و لحقيقة حاجتنا للتحرر من داخلنا و تعلم معاني كثيرة كالحرية والديمقراطية وبعدها نستطيع أن نقوم بثورة على الظلم و القهر و الاستبداد .
فقط أعيدوا الشريط للوراء قليلاً .