بقلم : نعمة الله رياض
جلست في ركن من أركان المطعم المطل علي البحر بكورنيش ستانلي، هو مكاني المفضل الذي آتي إلية ، وأسعدني الحظ أن أجد مائدتي في هذا الركن غير مشغولة …
من أد إيه كنا هنا … من شهر فات والا سنة
لا ليس من شهر أو سنة ، فأنا أحرص علي زيارة هذا المطعم مرة علي الأقل كل سنة .. وأيضا في كل مرة آتي فيها للإسكندرية في مأمورية خاصة بالعمل.
من أد إيـــه … كنا هنـــا
من شهر فات … والا سـنه
أيام ما كنا لبعضنا … والدهر غافل عننـــا
والدهر غافل عننـــا …
بدأت أجتر ذكرياتي واستعيدها كعادتي وانا جالس أراقب الأمواج توالي المد والجزر علي رمال الشاطئ ، كنت قد تعرفت عليها في حفل زواج لأحد صديقاتها، طالبة في السنة النهائية في كلية نظرية بجامعة الإسكندرية ، كنت أكبرها بسبع سنوات ولما تقدمت لخطبتها وافقت هي وعائلتها علي الفور، كنت آتي لزيارتها خصيصا من القاهرة، وكنت أخرج معها للنزهه علي الكورنيش ، وأصبحنا زبائن لمدة طويلة لهذا المطعم المطل علي البحر في ستانلي…
في هذا المطعم ولدت قصة حب رومانسية بريئة لأول علاقة عاطفية لي مع الجنس الأخر مع فتاة في عمر الزهور … كنا سعيدين كل منا بالآخر وكان الدهر فعلا غافل عننا ، لكن ، وآه من لكن …عندما إنتبة الدهر لنا كشر في وجهنا ووجد أهلها عريس يعمل في بلاد النفط ، لم تستطع فتاتي أن تتمسك بي أمام أهلها الذين وافقوا علي العريس الجديد بسرعة أيضا!!، وسرعان ما انتهت خطبتنا، وتزوجا ثم سافرت معه حيث يعمل …
مرضتشي يومها تقوللي … إية اللي قصدك يدوملي
الود؟.. الصد؟.. البعد؟ … يا ريت هنانا آه يا ريت هنانا
دام لنــا …
في هذا المطعم ذكريات لإحداث كانت حية كفيلم سينمائي بالألوان ولما انفصلنا ، تحولت إلي صور ثابتة بالألوان ثم بهتت إلي أبيض وأسود ثم آلت مع الزمن إلي ذكريات عزيزة مطبوعة ومخزنة في الوجدان ، تطفو علي السطح بزيارة المكان … والإنسان يشعر بفراغ نفسي عند الإبتعاد عن شخص يحبه ، تتفاوت شدته بقدر درجة إقترابه وإرتباطة به قبل البعاد ، سواء كان أبا أو أما .. من الأقارب أو الأصدقاء أو حتي كلبه الأليف أو بغبغائه!!! …بل إن المكان له ذكريات تثير العاطفة والحنين يهفو لها المرء سواء كان لبيتة في المدينة التي ولد وترعرع فيها أو لوطنه إذا إبتعد عنه لمدة طويلة …
اللــة عليك يا عبد الوهاب ، أغنيتك بلحنها الرائع الحزين ، تأسر القلوب وتثير الشجون … يقال انة لحنها وغناها بعدما تركته زوجتة الاولي وتزوجت من دبلوماسي أردني، أصبح رئيسا للوزراء فيما بعد …
الحال من بعضه يا أستاذ!!!…