بقلم: يوسف زمكحل
أحد المكاتب البنمية ويسمى موساك فونيسكا والذي يعتبر أحد أكثر الشركات سرية في العالم قام بتسريب نحو 11 مليون وثيقة تكشف أسلوب عدد من رجال الأعمال المرتبطين برؤساء العالم لغسيل الاموال والتهرب من الضرائب والقائمة تضم 72 من زعماء العالم الحاليين والسابقين المتهمين بنهب ثروات بلادهم وتضمنت الوثائق أيضاً شركات تعمل في الخارج لأسرة الرئيس الأسبق حسني مبارك والمقربين منه والرئيس الراحل الليبي معمر القذافي والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحمد بن خليفة أمير قطر السابق وذكرت الوثائق أن علاء حسني مبارك كان يمتلك مؤسسة “ بان وورلد إنفستمنت “ بجزر فيرجين البريطانية التي تديرها شركة كريدي سويس السويسرية وقد تأسست شركة موساك فونيسكا للمحاماة في بنما واشتهرت بتسهيل عمليات التهرب الضريبي على المستوى الدولي ومن ضمن الشخصيات التي تضمنتها الوثائق اللاعب المشهور ليونيل ميسي نجم نادي برشلونة والأرجنتيني الجنسية كذلك تضمنت الوثائق ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم وفي موسكو كان الرد شديد اللهجة مستهدفاً الولايات المتحدة الأمريكية حيث أعلن الكرملين أن التحقيق اجراه عناصر سابقون في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي آي إيه ومسئولون سابقون في وزارة الخارجية الأمريكية وأعتبر الكرملين أن المستهدف الرئيسي في هذه التسريبات هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف زعزعة استقرار روسيا ، وفي تقديري هذه هي الحقيقة بعد النجاحات المتتالية التي حققها الرئيس بوتين على المستوى السياسي وأفشلت مخططات أمريكا وحلفائها في سوريا وزادت من حنق الإدارة الأمريكية على الرئيس الروسي خاصة بعد تعاقد مصر معه على صفقة اسلحة بثلاثة مليار دولار ونصف وقيامه بدعم مصر سياسياً ضد جماعة الإخوان المسلمين والذي اعقبه قراره ببيع صواريخ اس 300 لإيران التي ساعدتها على امتلاك قدرة دفاع جوي متقدم وكانت روسيا قد ألغت عقداً لبيع هذه الصواريخ عام 2010 لإيران تحت ضغط من الغرب لكن الرئيس بوتين رفع هذا الحظر بعد التوصل لإتفاق نووي مؤقت بين إيران وأمريكا وهو القرار الذى أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو استياء إسرائيل منه . وأمريكا استخدمت كل ما تملك من وسائل معلومات وعلاقات دبلوماسية ومخابراتية من أجل الزج باسم بوتين لإثارة قلاقل ضده في روسيا ضده وإن كنت أعتقد أن بوتين يتمتع بشعبية قوية ويقف على أرض صلبة ولا يهمه تقارير تصدر من هنا أو هناك .