بقلم: كلودين كرمة
إنها مقولة بل صرخة بداخل كل نفس بشرية، ولكن هناك من ينكرها خوفاً من إظهار أي ألم بداخله فتظهر نقاط ضعفه.
ولو لم تكن هذه المشاعر تتصارع داخل النفس البشرية لما وجدنا أشكال العنف والقهر والاضطهاد من ذوي المناصب والإمكانيات. فهم ضعفاء لدرجة أنهم يستخدمون مراكزهم أو أموالهم أو ما أولى إليهم من سلطة ليتواروا خلفها.
والحقيقة أنهم ضعفاء فقراء فقدت لديهم الاساليب المنطقية والانسانية لتحقيق احلامهم والوصول إلى أهدافهم بطريق سوي ينم عن كونه “إنسان” مبدع كل مخلوق بداخله شعور قوي من الخوف بأشكاله المتعددة..
وبدلا من أن يتخذ المواقف الإيجابية والفكر المستنير ليواجه به ما بداخله من صراعات فيظهر نفسه وكأن له السطان على الدنيا وما فيها وكثير ما تردد على مسامعنا مقولة شهيرة “إنت ما تعرفش أنا مين؟!” ومن بعدها يلجاً إلى التهديد والوعيد والمعارف ذوي النفوذ، يا له من ضعف بَيَّن .. فأنه يلجأ إلى سلطة “غيره” ويستغل إمكانيات “غيره” حتى يظهر نفسه أو حتى يعلن حضوره إجابة عن السؤال الذي طرحه بغرض “أنت ما تعرفش أنا مين؟!”.
ولنرى سويا هذا “العنتيل” عندما يعود إلى منزله في آخر يومه يشكي من كثرة الهموم وكم ما عليه من مسئوليات وما يواجهه من تحديات ومصاعب، وكأنه يريد أن يقول “نفسي أصعب على حد” يريد أن يستعطف أهل بيته وأصدقاؤه ليعطونه كل الحق في “البلطجة” التي مارسها مع من هم أقل منه قدرة وسلطة.
عجباً يا أخي مادام التصرف بهمجية والاستبداد يقلقك ويبعد عنك راحة البال بالاستمتاع بالحياة فلتهدأ واستعمل قانون البشر بدلا من قانون الغاب قبل أن يموت ضميرك وتعتاد على هذا السلوك المنفر وتصبح أنت والشر وجهين لعملة واحدة، وتضيع المُثل والأخلاق والمبادئ، وينتشر هذا السلوك ويصبح عدو تنتقل منه إلى صغار النفوس ويفسد المجتمع وتتحول أيها الانسان إلى مجرد عصا مستبدة على ظهر كل من يعارض آمال وأفكار أو من يعتقد أنه عقبة في طريق نجاحاتك و تفقد كل معاني الإنسانية يا “إنسان”.