بقلم: فريد زمكحل
لا يمكن لمصر أن تتقدم نحو الاستقرار المنشود وسط هذا التخبط المُلاحظ والمُتابع محلياً وإقليمياً ودولياَ على كافة مستويات الآداء الحكومي المصري الفردي أو الجماعي الذي يؤكد إذ يؤكد مدى ما يُعانيه وسيُعانيه الرئيس عبد الفتاح السيسي من مردود هذا التخبط الملحوظ طيلة سنوات حكمه القادمة للبلاد في حال عدم قيامه بما يجب عليه القيام به لمواجهة هذا التخبط بكل حزم وحسم لن ينتقص من شعبيته بقدر ما سيزيدها رسوخاً واتساعاً.
خاصة والتخبط الذي أقصده يختلف ويتنوع بمقدار ما يتمتع به صاحبه من علم وثقافة ووعي عام بما له وبما عليه تجاه المجتمع من خلال موقعه العام في الدولة والدور المنوط منه القيام به لخدمة هذا المجتمع، خاصة و المقبول من أنصاف المثقفين والمتعلمين لم يعد مقبولاً من المثقفين والمتعلمين، لأنه جد خطير ولا يبشر بالخير ويهدد مصير هذا الوطن إن لم يتم مواجهته بكل الحزم وكل الحسم للوصول بمصر إلى بر الآمان.
الأمر الذي لن يتحقق سوى بالتعليم الجاد والسليم مع فصل الدولة عن الدين وهما المسافة الفاصلة بين التقدم والتخلف بمقياس الأمم والشعوب ويكفينا أن نعرف بعض الأسباب التي كانت ومازالت وراء تقدم دولة مثل اليابان وذلك على سبيل الذكر لا الحصر:
1- في اليابان تقوم المدارس بتخصيص مادة بعنوان «طريق إلى الأخلاق» تُدرس لطلاب المرحلة الابتدائية يتعلم فيها التلاميذ الأخلاق والتعامل مع الناس هدفها التربية وغرس المفاهيم الصحيحة مع بناء الشخصية لا التعليم والتلقين فقط!
2- في اليابان الآب والأم والأولاد هم المسئولون عن نظافة البيت بدون خدم أو حشم رغم أنهم من أغنى شعوب العالم
3- في اليابان الأطفال هم الذين يقومون بتنظيف مدارسهم يومياً لمدة ربع ساعة بمشاركة الأساتذة مما أدى إلى ظهور جيل جاد ومتواضع من اليابانيين حريص على النظافة.
4- في اليابان يقوم أطفال المدارس بأخذ فرش أسنانهم المعقمة لتنظيف أسنانهم بعد الأكل لتعليمهم الحفاظ على صحتهم منذ سن الطفولة.
5- في اليابان يقوم اساتذة المدارس بتناول نفس وجبة الطعام الذي سيتناولها التلاميذ قبل نصف ساعة من تناولهم لها للتأكد من سلامة الوجبة لإيمانهم بأن التلاميذ يشكلون مستقبل اليابان الذي يجب حمايته.
6- في اليابان راتب عامل النظافة ما بين خمسة آلاف إلى ثمانية آلاف دولار امريكي في الشهر ويطلقون عليه لقب «مهندس صحي» حيث يخضع لاختبارات خطية وشفوية قبل قبوله وانتدابه لشغل هذه الوظيفة.
7- في اليابان ممنوع استخدام التليفون المحمول في القطارات والمطاعم والأماكن المغلقة ويتم استخدامه على وضعية «الصامت» من باب الأخلاق.
8- في اليابان لا يستهلك المواطن اكثر من حاجته الضرورية من الطعام والشراب أو البنزين.
9- في اليابان يقوم من يأتي مبكراً للعمل بإيقاف سيارته في موقف بعيد حتى يترك مواقف السيارات القريبة للمتأخرين حتى يلحقون بالعمل.
10- في اليابان معدل تأخر القطارات خلال العام سبعة ثوان في السنة ما يؤكد معرفة الشعب بقيمة الوقت ومدى حرصه على الدقائق والثواني بدقة متناهية.
11- في اليابان يوجد لوحة كبيرة على مدخل العاصمة مكتوب عليها « أيها الإنسان فكَّر لتبدع».
بينما تقوم حكومتنا الموقرة بإقالة ومهاجمة المتميزين من أبنائها من مواقعهم نتاج خلط الدين بالسياسة بدلاً من تصحيح مسار التعليم والصحة والمرور والأخلاق التي ترتقي بالشعوب وتعلمهم قيمة الوقت والعمل واحترام الاخر وتطبيق القانون بدلاً من العشوائية وحب القذارة والبلطجة والتطرف والإرهاب الذي يمنع الاستقرار ويقضي على الاقتصاد ويمنع الازدهار .. التعليم يا سادة وفصل الدين عن السياسة هما السبيل الأسرع والأوحد والأكيد لتقدم الأمم والشعوب.