بقلم: خالد بكداش
عندما تبحث عن الحقيقة يجب عليك أولاً أن تكون واثقاً من قدرتك على تحملها .. فبعض الحقائق لا يحتملها عقل الانسان .
من هذه الحقائق التي نتحدث عنها اليوم و التي لا يحتملها عقل الانسان حقيقة أن الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية هي بسبب الخلل الذي نعاني منه و هو موجود في صميم عروبتنا .. لا تستغربوا كثيراً فأجدادنا قالوا حكماَ تتطابق و عصرنا هذا و الحكمة التي تتطابق مع مجريات هذا العصر هي “ دود الخل منه و فيه “ و هذا يعني أن مشكلتنا الأساسية ليست عدائنا مع اسرائيل أو تلك الفتنة التي يحاول الغرب زراعتها بين صفوفنا .. انما مشكلتنا الأساسية هي هؤلاء الخونة الذين يعيشون بيننا و يدعون أنهم ولاة أمرنا .. نعم انهم هؤلاء الحكام الذين لم يعد الوطن و المواطن جل اهتمامهم بل تحول اهتمامهم الى نزواتهم الشخصية التي تعبر عنها أفعالهم ..
الكثير منا يعلم أن لا ذنب للشعوب الضعيفة بسياسة المصالح التي تتعامل بها الحكومات العربية مع الحكومات الأجنبية و أن لا ذنب لنا بما تتفق أو تختلف عليه هذه الحكومات .
تعتبرنا هذه الحكومات العربية أو الأجنبية مجرد أرقام يستهلكونها في حروبهم و مشاريعهم و حتى في اجتماعاتهم التي يجمعون فيها التبرعات .
باتت شعوبنا العربية صاحبة أشهر صور في المعارض العالمية الكبيرة و بتنا نحتل أهم عناوين الأخبار في الوسائل الإعلامية .. تحولنا لسلعة تجارية يتاجرون بنا كما يحلو لهم .. فتارة يبكون دموع التماسيح على غريق منا و هم سبب غرقه و تارة أخرى تجدهم يعقدون الاجتماعات لحل النزاعات التي تفتك بنا و هم سبب اشعالها .
الخلل أيها القراء الأعزاء في صميم بعض حكامنا العرب الذين أبوا إلا أن يكونوا عملاء لمشروع كبير أساسه خارطة الشرق الأوسط الجديد و أهم دولة فيه هي اسرائيل التي تسعى لمد حدودها من النيل للفرات .
تفكروا أحياناً ماذا سيحدث لأولادنا الذين يعتبرون الأجيال القادمة و كيف سيواجهون تلك المصائب التي تزرعها أيدي الخونة اليوم .
تفكروا و لو قليلاً كيف سيكون حال أبنائنا بعد عشرات السنين دون نفط أو ماء .. لأن حربهم القادمة ليست حروب النفط بل هي حرب الماء التي تستند خارطة الشرق الأوسط الجديدة على أن تتحكم بها اسرائيل .
تفكروا علكم تفيقوا من ثباتكم هذا و سأعرض لكم قريباً شواهد أكثر وضوحاً عن أصحاب الخلل الذي يعث في الصميم العربي فساداً.