بقلم: هديل مشلح
اسأل العرب بدأ كبرنامج يستفتي آراء العرب في أنحاء الوطن العربي في بعض الأسئلة لنرى مدى اتفاق العـرب بآرائهم في الإجابات .
لكن محور الأسئلة كان لا يتعدى المستوى الذي تعودنا عليه مؤخراً في زمن الانحطاط الثقافي والفكري الذي تبثه هذه القنوات الممولة والتي تستقطب جيل الشباب وتقوم بتفريغ محتوى عقولهم وتصل بهم إلى مستويات جديدة من الفراغ .
سألوا العرب عن مشاكلهم مع جيرانهم وسألوا العرب عن سبب مشاكلهم مع اصدقائهم ولكنهم لم يسألوا العرب عن البطل صلاح الدين الأيوبي أو الشاعر أحمد شوقي أو المتنبي
ولم يسألوا العرب ولم نعرف رأيهم في أسباب الانحطاط الفكري الذي وصلنا له , ولم يسألوا العرب عن أسباب الانحطاط الثقافي والأخلاقي والديني والتعليمي .
لم نستفتِ رأي العرب في الحروب التي طحنت بلادنا وعن أسباب الشرذمة الطائفية , لم نسأل العرب عن العراق وسوريا واليمن وليبيا وتونس , لم نسأل العرب في رأيهم عن العدو الحقيقي الذي يدسّ سمه بين العرب .
فلنسأل العرب عن حال علماء الوطن العربي والمثقفين والكتّاب في زمن الانحطاط الفكري والثقافي لم نسألهم عن سبب تكريم الراقصات والمغنّيات واستضافتهم على جميع القنوات في حين يموت عالم أو مخترع من البرد أو الجوع .
فلنسأل العرب عن أسباب تشرد أطفالنا وجوعهم في حين ينام ناهبو خيرات الوطن العربي قـريري الأعين يعانون من التخمة .
فلنسأل العرب عن سبب اتفاق حكامنا على الخضوع والخنوع لإسرائيل وأمريكا وسبب عمل الاتفاقيات والهدنات السرية ولنسألهم أيضاً عن سبب توجيه أسلحة العرب نحو العرب .
لكن هل سألنا العرب عن سبب بذخ المحطات الفضائية على هذه البرامج التي لا فائدة منها سوى جمع المبالغ النقدية من “هؤلاء العرب “ إلا أنهم يجعلون من هذا الجيل جيلاً فارغاً تافهاً لا يتبادلون في جلساتهم إلا الأحاديث عن فستان هذه الفنانة أو تلك أو عدد عمليات تجميل هذه الراقصة أو أزمة الأطفال غير الشرعيين لتلك المشهورة .
هلّا سألنا العرب لو أن البطل صلاح الدين الأيوبي أو سيف الدولة الحمداني أو سلطان باشا الأطرش قد عادوا إلينا ورأوا حال العرب وحروبهم فيما بينهم ماذا سيكون رأيهم وكيف نحن العرب دثرنا تاريخنا وثقافتنا وبطولاتنا وشجاعتنا وقوة قلوبنا ورجاحة عقولنا وتبعنا كل ما يُفرغ عقولنا ويهدم مستقبلنا .
هذا ما يتمناه الغرب ويسعى إليه وهو ما يتحقق فعلاً فهل لدينا الجرأة لنسأل العرب ونرى مدى توافق إجاباتهم على أسئلتي؟ .