بقلم: خالد بكداش
شهدت العلاقات المصرية الخليجية انفتاحاً واسعاً بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مراسيم الحكم في مصر و ذلك بعد اسقاط عهد الاخوان الذين أثبتوا للعالم أجمع أثناء فترة حكمهم لمصر أنهم أفشل جماعة يمكنها أن تحكم دولة .
و لكننا اليوم سنبحث موضوع شهر العسل الذي أتى على خلفية المصالح السعودية المشتركة مع جمهورية مصر العربية و التي ظهرت ملامحها بعد تأكد دول الخليج أن أمنها القومي في خطر و الخطر قادم من الشمال و الجنوب و بمعنى أصح من إيران و من اليمن .
لذلك اتخذت دول الخليج قراراً استراتيجياً قد يكون قصير الأمد و هو دعم مجلس التعاون الخليجي لمصر بمقابل حماية الأمن القومي الخليجي .
لكن ما يسمى بشهر العسل العربي قد لا يطول أمده و ذلك لأن التاريخ يعيد نفسه مراراً
و تكراراً .. والتاريخ يقول أن المملكة العربية السعودية تتخلى عن حلفائها دون أدنى سبب و تنقلب عليهم بحيث تكون ألد أعدائهم … و شاهدنا ذلك بوضوح من خلال علاقاتها مع اليمن و سوريا و غيرها من الأمثلة التي تظهر السعودية بوجهها الحقيقي للعالم أجمع .
أما بالمقابل فإن التاريخ يشهد لجمهورية مصر العربية مواقفها التاريخية و القومية الثابتة رغم أن نظام الحكم فيها تغير خلال الخمسين سنة الماضية أكثر من ثلاثة مرات و لكن في كل مرة كانت مصر تثبت أنها الحضن العربي الكبير و أنها الشقيقة الكبرى لجميع الدول العربية و تجلى ذلك بمتابعتنا لاستضافة مصر للاجئين الفلسطينيين و العراقيين
و اليمنيين و السوريين بعد أن شهدت دولهم الحروب و الأزمات .. و ليس ذلك فحسب .. بل كانت مصر السباقة في تقديم العون و المساعدة اللازمة في ضمان أمن و استقرار جميع الدول العربية الشقيقة و من أقصى شرقها لأقصى غربها ، بالإضافة إلى تبنيها العديد من القرارات الهامة في القضية الفلسطينية و أهمها حق إقامة الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس .
تساءل البعض لماذا لم تقدم أمريكا الدعم العسكري للسعودية لحمايتها من الحوثيين اليمنيين و لماذا شكلت السعودية التحالف العربي بقيادتها … أسئلة كثيرة غير واضحة حول عملية عاصفة الحزم التي تدمر اليمن و ليس الحوثيين .
أعتقد أن الأمر يحتمل الشك .. و الشك لدينا يقول أن السعودية تستغل مصر و تستغل غيرتها العربية للدخول في حرب مع اليمن ..
يبدو أن الحرب التي تسعى السعودية لشنها على اليمن هدفها اشراك الجيش المصري بحرب خارج أرضه و ذلك لإضعافه و انهاك قواه ..
حاولت الإدارة الأمريكية مع عميلتها قطر أن تقيم حرب داخلية أهلية في مصر بين عصابة الاخوان و الشعب المصري الذي يقف معه ويسانده الجيش و جميع مؤسسات الدولة ، لكن الإدارة الأمريكية و حليفتها العميلة قطر خسرا الرهان و خرجت مصر من محنتها عفية سليمة دون أن تنجر وراء الفتنة .
لذلك هناك شك بأن افتعال الحرب اليمنية هو بقرار من الإدارة الأمريكية و الهدف منه اشراك الجيش المصري بهذه الحرب .
الجميع بات يعرف ما هو مخطط الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط .. و أولى بنود هذا المخطط هو القضاء على الجيوش العربية القوية و بدأت من الجيش العراقي مروراً بالجيش السوري و من ثم الوصول للجيش المصري .. و إن لم تستطع القضاء عليهم فالخطة هي بإضعافهم شيء فشيء و من ثم القضاء عليهم و استبدالهم بجماعات ارهابية تصنعها أمريكا مثلما حدث في ليبيا .
لكن ما يطمئن أن مصر و بعض الشرفاء العرب يعملون الآن لإفشال هذا المخطط الأمريكي الإسرائيلي و يتصدون له بكل قوتهم .
لذلك نطالب الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن تمد يدها للحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد و أن تبدأ مصر و سوريا حقبة جديدة من التعاون المشترك و في مختلف المجالات العسكرية و الأمنية و الاستراتيجية الأخرى .
مصر و سوريا تستطيعان أن تشكلان محوراً رئيسياً لمواجهة الارهاب و طرده من المنطقة بكاملها .
عاشت سوريا و تحيا مصر .