بقلم: فريد زمكحل
الفرق بين حرية التعبير وفوضوية التعبير مسافة من التحضر الأخلاقي والثقافي بين المجتمعات التي تسعى للتقدم، وتلك المتقدمة بالفعل، وهذه المسافة من صناعة الأهل في المنازل، والمعلم في المدارس، والإعلامي في وسائل الإعلام المختلفة…
ومشاكل مصر في مجملها تنحصر في مُنتج هذه الصناعات التي شهد إنتاجها حالة من التدهور والتراجع منذ قرابة النصف قرن من الزمان تقريبا…
وفي يقيني من أهم أسباب تخلف الأمم والشعوب مهما بلغت من تقدم واستندت على مخزون حضاري كبير هو غياب الضوابط وغياب الحساب والسماح لعوامل التعرية بالمساس بالبنية البشرية للمجتمع ، وهو للاسف الشديد العارض المرضي الخطير الذي بات يهدد مصر وأمن مصر واستقرارها كدولة بكل ما في هذا التعريف من معنى متعارف عليه بعد أن تجاهلنا الضوابط وغاب عنا الحساب وسمحنا بشكل أو بآخر لعوامل التعرية بالمساس بالأسرة، والمعلم، والإعلامي مثلث تغيير المعادلة لما فيه خير الوطن والمواطن لقدرته الفريدة على الارتقاء بالعقل واستنهاض القيم..
لذا قلبي مع الرئيس الذي قدَّر له أن يتحمل المسئولية .. مسئولية وطن غابت ضوابطه ويتأخر الحساب فيه طويلاً.
قلبي مع الرئيس الذي يعمل للحفاظ والنهوض بالوطن بينما يعمل البعض من ابنائه على تخلفه وإضاعته نتاج حزمة من الجهل وباقة من التواكل ومظلة من الكره وغياب الضمير والأخلاق، وحفنه من الدولارات والمصالح الشخصية الرخيصة التي لاتتفق مع مفهوم الوطن الحقيقي عند هؤلاء الذين سبقونا بأخلاقهم وأخلاقياتهم في النهوض بأوطانهم.
قلبي مع الرئيس الذي مازال يتسامح مع الذين يتطاولون عليه تحت مسمى حرية التعبير وهم يعيثون في الأرض فساداً.
قلبي مع الرئيس السيسي الذي قدَّر له أن يتحمل المسئولية في وقت لا يعرف فيه الكثيرون معنى المسئولية .. مسئولية وطن وضرورة الحفاظ والنهوض بهذا الوطن …