«عاصفة الحزم» هو المسمى الاعلامي للعمليات العسكرية التي قامت ومازالت تقوم بها قوات التحالف الخليجي بقيادة مصر ضد حركة التمرد الحوثي ضد الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي، والتي يضخم من أخطارها البعض بينما يقلل من تداعياتها البعض الآخر، وفي الحالتين أنا لن أضخم من الأمر كما لن أقلل من خطورته، خاصة مع وقود قادة عرب على درجة كبيرة من الوطنية في هذا التحالف العربي – العربي غير المسبوق على المستويين السياسي والعسكري منذ قيام حركات التحرر العربي في الخمسينيات بدعم ومساندة الإدارة المصرية في ذلك الوقت دون وجود أي دافع مشترك حقيقي لهذا الدعم وهذه المساندة أو رؤية مستقبلية مدروسة بعناية تنطلق بهذا الدعم وهذه المساندة إلى الآفاق التي يتمناها الداعم والمدعوم. الأمر الذي تم تلافيه في تقديري في هذا التحالف القائم على احترام قدرات كل طرف دون ابتزاز طرف لطرف وهو ما يشكل في تقديري المكسب الأول من هذه المعركة أو من هذا التحالف، اما الجزء الأهم من وراء هذا التحالف هو وجود أو ظهور رؤية مشتركة حول كل ما يدور في المنطقة ويحاك لها من بعض القوى الأقليمية والدولية، والأهم كيفية التصدي له بصورة جماعية وحدوية غير قابلة للتقسيم. وهو في تقديري المكسب الأهم منذ أكثرمن نصف قرن من الزمان للمنطقة العربية، لأنه سيقودنا للسيطرة على كافة الصراعات الأيدلوجية المشتعلة في المنطقة وإيجاد حلول عربية – عربية لها دون أي تدخل دولي وفي مقدمتهم الحرب السورية، والحرب الليبية وبالطبع الحرب الأهلية اليمنية. على اعتبار وحدوية الداء رغم تعدد أسبابه ومسبباته! وهو ما يدعو في تقديري لوحدة الصف العربي أكثر من أي وقت مضى وصولاً في النهاية لوضع حل سياسي نهائي للقضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات العربية – الاسرائيلية من خلال كيان عربي واحد صاحب رؤية وطنية موحدة في هذا الخصوص. وكلي ثقة بحكمة الرئيس السيسي ووطنيته ووطنية رجاله من كبار قادة القوات المسلحة المصرية، كما أثق بالقيادة الوطنية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، والمواقف العروبية المشرفة لكل من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية. كما أجدد الثقة بالرئيس السوري بشار الأسد وبتصديه البطولي المشرف لكل ما يحاك للمنطقة وسوريا الصمود من مؤامرات خارجية حتى هذه اللحظة بعزيمة رجاله التي لا تلين من ابناء القوات المسلحة السورية. ومن كل هذا ولكل هذا اؤكد للجميع بأنني لست قلقاً والموقف برمته يدعوني إلى التفاؤل خاصة ونحن نعمل بجد وجهد لتطهير الصف العربي من الخونة والعملاء الذين نجحوا في شق الصف العربي لأكثر من نصف قرن وحان الوقت الأن للقضاء عليهم بتعاون مصر وسورية والسعودية والامارات والكويت والأردن وغيرهم من الدول العربية والإفريقية الشقيقة، لتكون «عاصفة الحزم» بداية الحزم والحسم لكل قضايا المنطقة.